حدّثنا اللص الظريف ذو الدم الخفيف حجاج بن عجاج فقال
*******
كنت ذات يوم في مصرف، ويداي السرقة تقترف.. وأنا من داخلي أغلي كالنار، وجسمي يكاد يخرج البخار.. وبدني مسموم، حتى صرت كالمحموم.. وتحسست في وجع، جزاء الجشع. لقد أخذت علقة، من أكثر ثيران العالم رقة! لكنني سأنتقم، انتقام المعتصم
وبينما أنا أفكر في الطريقة المناسبة، التي للانتقام واجبة، إذا بمنظر مثير، شغلني عن التفكير، سيدة تحمل حقيبة كبيرة، لا بد بها أشياء كثيرة.. نقود وذهب وما لذ وطاب، وأشياء يسيل لها اللعاب
ثم اتخذت القرار، بسرقتها ومن ثم الفرار.. حتى خرجتْ من المكان، فاتبعتها في اطمئنان. فدخلت في زقاق جانبي، فأسقط في يديّ. ثم حزمت أمري وتبعتها، وفي المكان حاصرتها.. ثم قلت في تهديد: هاتي حقيبة اليد، فأنا لا أحب ضرب الفتيات، خاصة إن كن محترمات
لكنها كانت ذات شكل مريب، ورد فعل غريب. فقد صرخت في عنف، وألقتني بركلتها عدة أمتار إلى الخلف.. فأجهشتُ في البكاء، من قسوة النساء
*******
وبينما هي تعتدل لمحتُ القلادة الذهبية، المشيرة لإجادتها الفنون القتالية.. وتطلعت هي إليّ في دهشة، متعجبة من شخصيتي الهشّة.. ثم فعلت ما أشعرني بوخز الضمير، وغيّر فيّ الكثير؛ فقد مدت إليّ يدها بمال، قائلة: خذ هذا المال الحلال
وانصرفت في سرعة، تاركة إياي أقشعر كأني في ترعة
ثم ذهبتُ إلى أقرب بائع فول، وأعطيته المال وترجيته القبول. فقبل بعد إصرار، وإلحاح مني وتكرار.. فتساءلت في عجب، عن كرامته الذهب.. وتمنيت في حسرة، أن أكون مثله ولو في كسرة
*******
وكانت بداية النهاية، وما عاد لي بعدها غير العمل الشريف غاية.. وأصبحت بعدها حجاج التائب، عن افتعال المصائب. فالحمد لله الذي أرشدني إلى سبيل الهداية، وجعلني للمجرمين آية
*******