ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية: لا سلام بدون وقف الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية

Admin عدد الرسائل : 536 تاريخ التسجيل : 09/09/2007

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتحقق إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل ، وإذا لم يتوقف بناء المستوطنات بشكل فوري. وأشاد ساركوزي ، في كلمته التاريخية التي القاها أمام الكنيست الإسرائيلي ، بالدولة اليهودية التي اعتبرها نموذجًا للحضارة والقيم ، ودعاها إلى العمل على إقامة دولة فلسطينية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين في إطار مفاوضات السلام مع الاعتراف بالقدس عاصمة لدولتين كشرط لإحلال السلام في المنطقة .

وامتدح الرئيس الفرنسي دولة الاحتلال الإسرائيلي واعتبرها مثالا لحرية التعبير والديموقراطية ، ووصفها بأنها أمة حرة في مصيرها واتخاذ قراراتها . وقال ساركوزي: " الشعب اليهودي لم يدفعه العنف او الكراهية إلى التنازل عن القيم العالمية التي أعطاها للإنسانية كلها ولم يستطع أحد أن ينسى ذكرى البلاد الموعودة فكل يهودي بالعالم قال "ولدت وقد أحسست بإسرائيل ورأيتها تنبض بقلبي". وبنبرة دينية قال ساركوزي : " لقد قال الله لموسى اصعد للجبل وانظر للبلاد التي أعطيتها من قبل لإسرائيل .. إسرائيل ليست تجسيدا للوعد وانما اساس للشخصية الدولية فليست التعبير للحنين واحياء الماضي بل دولة حضارية متقدمة" .

وتابع: " لا أعلن عن يهوديتي أبدًا إلا أمام اللاساميين الذين يشككون في وطنيتنا". واستطرد: " إسرائيل هي رد للظلم الذي تعرض له اليهود لسنوات طويلة وهي تحدي امام كل الأخلاق العالمية .. فالشعب يناضل ضد الذين ينادون بإبادتهم ". وأكد الرئيس الفرنسي على وقوف بلاده الى جانب إسرائيل إذا تعرض وجودها للتهديد قائلا : " فرنسا صديقة إسرائيل وستظل بجانبها ودائما عرفت وحسست بذلك ولن أساوم في هذا الشأن، وهؤلاء الذين يدعون بشكل مفضوخ لتدمير إسرائيل سيجدون دائمًا فرنسا التي تقف أمامهم وتقطع عليهم الطريق " .

وتطرق ساركوزي إلى معاناة الفلسطينيين ودولتهم المنتظرة وقال :" ملزمون أن نقول الحقيقة للأصدقاء، والحقيقة أن أمن إسرائيل ،وهو ما لن تساوم عليه فرنسا ، يمكن فقط أن يكون إذا قامت إلى جانبكم دولة فلسطينية متحضرة ديموقراطية قادرة على الحياة". وفيما بدا الحضور صامتًا ومنتبهًا لكلام ساركوزي، صفق إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية موحيًا بتأييده لكلام ساركوزي ، فيما كانت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بجواره هادئة منصتة للكلام. وتابع ساركوزي كلامه :" إن شخصًا لا يمكن أن يعيد حقوق الفلسطينيين بإنكار حقوق إسرائيل .. يجب وقف العنف وأن تنتهي الكراهية ". وأضاف: " يجب أن يأتي السلام لأن الإسرائيليين والفلسطينيين واليهود والمسلمين شركاء في نفس المعاناة والألم .. لن يكون هناك حل إلا بالتفاهم المتبادل ".

واستطرد : " الشعب الإسرائيلي يجب ان يعيش بأمن والشعب الفلسطيني له الحق بدولة .. رجاءًا أن تقوموا بجهود لبناء السلام مثل جهود بناء دولتكم القوية .. لايمكن أن يكون هناك سلام مع تهديدات الإرهاب والصواريخ تسقط على الأبرياء .. ولا يمكن تحقيق السلام دون وقف المستوطنات بشكل فوري ؛ هناك قانون لتشجيع المستوطنين على ترك الضفة وبناء بيوت لهم في في إسرائيل .. اخلقوا الحلول".

وتابع:" على الفلسطينيين أن يقوموا بدورهم لوقف الإرهاب .. لا يمكن للسلام أن يكون إذا لم يتمكن الفلسطينيون بالتحرك بحريتهم ولا يمكن أن يقوم دون دون حل لقضية اللاجئين ودون الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولتين وتأمين حدود الأماكن المقدسة". وقال الرئيس الفرنسي: " الأمور ستكون قاسية ومؤلمة لكنها أقل إيلامًا من الصراع و الدماء ، كم دفعت عائلاتكم من ثمن باهظ؟ ".

وأضاف : " نحن قريبون من الهدف يبدو أن العنف توقف في غزة منذ أيام وأعبر عن أملي في إطلاق ابن بلادنا شاليط المحتجز منذ عامين .. فرنسا مستعدة أن تكون الضمان ..بوسعكم أن تعتمدوا علينا".
كما تطرق الرئيس الفرنسي إلى الملف النووي الإيراني الذي طالب باتخاذ موقف حازم بشأنه وقال : " سأقول لكم بشكل لا يقبل التأويل المشروع النووي الإيراني يجتاح موقف حاسم من المجتمع الدولي . إسرائيل ليست وحيدة فرنسا مصرة على الاستمرار مع كل الاصدقاء بسياسة متعاونة بإجراءات متصاعدة ضد إيران . إيران مع سلاح نووي هذا موضوع غير مقبول على بلادنا".

وتجدر الإشارة إلى أن ساركوزي الذي بدأ زيارة رسمية إلى إسرائيل والاراضي الفلسطينية أمس الأحد أول رئيس فرنسي يلقي خطاب أمام الكنيست منذ عهد الرئيس فرانسوا ميتران عام 1982 .

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن أمن إسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية هما أمران متساويان في الأهمية بالنسبة لفرنسا . وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء في بيت لحم :"

إنني صديق لإسرائيل وأمنها أمر غير قابل للنقاش بالنسبة لفرنسا ، ولكن تأسيس دولة فلسطينية ديمقراطية أمر ذو أولوية بالنسبة لفرنسا" . وشدد ساركوزي على انه طالب الحكومة الإسرائيلية بضرورة تجميد بناء المستوطنات ، خاصة في القدس الشرقية ، قائلا :" لن يكون هناك سلام، إذا لم يتوقف الاستيطان".

وتعهد ببذل فرنسا جهودًا مضنية من أجل إزالة العقبات أمام عملية السلام وتسخير كل الطرق الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف . وعن الجدار الفاصل ، قال الرئيس الفرنسي :" أتوجه لأصدقائنا في إسرائيل بالتأكيد أن الجدار الفاصل لن يضمن أمن بلادكم إلى الأبد ، ولكن ما يضمن أمن دولة إسرائيل قيام دولة فلسطينية ديمقراطية حديثة يعيش في حدودها رئيس كمحمود عباس وصل إلى السلطة عن طريق الانتخابات ، لا باللجوء إلى السلاح".

وأضاف "أن الدولة الفلسطينية الجديدة يجب أن يسيطر عليها الجيش الفلسطيني لا المليشيات المسلحة " ، مؤكدًا رفض بلاده الحوار مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو / حزيران 2006 . ومن جانبه ، وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نيكولا ساركوزي بـ"الصديق الكبير" ، مؤكدًا حاجة عملية السلام لقوة دفع من المجتمع الدولي بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة .

واضاف عباس بالقول :" نشكر فرنسا لإقامة المنطقة الصناعية في بيت لحم ، ونتطلع إلى مزيد من الدعم والمساندة لرفع المعاناة عن الشعب وبناء دولة فلسطينية " ، موجهًا دعوة لساركوزي وزوجته لقضاء ليلة الميلاد القادمة في ربوع كنيسة المهد في بيت لحم . ووقع ساركوزي مع عباس اتفاقا بقيمة واحد و عشرين مليون دولار لإقامة منطقة صناعية في بيت لحم في ثالث يوم من زيارته الرسمية إلى إسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة.

» ساركوزي .. رئيس الجمهورية الفرنسية
» مسيرة فلسطينية ضخمة نحو الحدود الإسرائيلية بمناسبة ذكرى تأسيس دولة إسرائيل
» مباحثات سلام برعاية تركيا بين سورية واسرائيل
» الاستيطان وإمكانية تحقيق السلام
» شمعون بيرس " رئيس دولة اسرائيل التاسع "