ترجع وقائع القصة إلى عام ١٩٥٦ عندما كتب الشاعر الجزائرى مفدى زكريا نشيداً وطنياً يعبر عن الثورة الجزائرية «قسماً بالنازلات الماحقات» وهو يعتبر من أقوى الأناشيد الوطنية يقول: «قسماً بالنازلات الماحقات/ والدماء الزاكيات الطاهرات/ والبنود اللامعات الخافقات/ فى الجبال الشامخات الشاهقات/ نحن ثرنا فحياة أو ممات/ وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر/ فاشهدوا.. فاشهدوا.. فاشهدوا»، ولحنه الموسيقار التونسى على السريتى، لكن اللحن كان أضعف من كلمات النشيد،
وهو ما جعل مفدى زكريا يتوجه باللحن إلى القاهرة لإعادة تلحينه مرة أخرى على يد محمد فوزى، واعتبر فوزى اللحن «هدية» منه للشعب الجزائرى، ورفض أن يتقاضى عنه أموالاً، ونجح لحن فوزى بالجزائر نجاحاً ساحقاً، وحتى الآن يتم غناء النشيد الوطنى الجزائرى باللحن الذى وضعه فوزى فى خمسينيات القرن الماضى.
الإعلامى والإذاعى الكبير وجدى الحكيم تحدث عن ذكرياته حول تلك الفترة قائلاً: «محمد فوزى كان من أكثر المطربين المصريين حرصاً على المشاركة فى الأغانى الوطنية، وعندما علم بوجود كلمات لنشيد وطنى جزائرى أصر على تلحينه،
ويؤكد الحكيم أن الثوار الجزائريين طلبوا من فوزى غناء النشيد بصوته بعدما وضع اللحن لكنه رفض، وفضل أن تقوم مجموعة بغناء النشيد، حتى لا ترتبط الأغنية باسم شخص، وقال للحكيم: «أفضّل أن أسمع الأغنية بصوت ثوار الجزائر المناضلين».
الجمعة نوفمبر 13, 2009 5:36 pm
