موضوع: قصص من الحياه " حب الأنترنت " الجمعة فبراير 29, 2008 5:48 pm
" حب الأنترنت "
في البدء سوف أعرف بنفسي وعمري ومستوى تعليمي .. وبعدها سأخذكم معي في رحلتي مع الحياة حتى هذا اليوم الذي ينتهي فيه حرفي لكم .. أتمنى أن أجد منكم القبول .. وأن تبدوا لي خطأي وتعينوني حين صوابي ..
أنا محمد عمري 21 عاماً فيآخر عام دراسي .. قريباً سوف أحصل على الشهادة الجامعية في العلوم .. من أسرة وضعها الاجتماعي فوق الجيد .. لي إخوة وأخوات .. وأعيش في كنف والديَّ أبقاهما الله لي ..
في البيت كان ترتيبي الرابع بين إخوتي الثمانية .. فلست الكبير ذو المقام ولا الصغير المدلل .. ولكن أكثر أمنيات نفسي تتحقق .. سواء بمساعدة والدي – حفظهما الله – أو من خلال مجاهدة مني حتى أصل لما أرغب ..
طلب الوالد مني أن أسافر لأزيد من لغتي الإنجليزية .. فذهبت عند أهلها مدة صيف كامل .. أخذت اللغة وبعض العادات الغربية .. عمري حينها لم يصل 18 عاماً .. عدت ومعي الكثير من اللغة والتقاليد الجديدة .. برغم قصر مدة بقائي هناك ..
ولعل هذه الكثرة جاءت بسبب بحثي عن المغامرة وحبي لخوض الجديد .. حقيقة رغم أن غيابي فقط ثلاثة أشهر عن بيتنا .. إلا أنني شعرت بغربة عن أهلي .. وكساني بعض التعالي عليهم .. حتى أني أنتقدت والدتي الحبيبة في طريقة أكلها ..! وأنعزلت عن إخوتي جميعاً ..
بدأت الدراسة الجامعية .. توجهت للجامعة وبحثت عن عمادة القبول والتسجيل لأستكمل بقية أوراق تسجيلي .. في السنة الأولى تخصصت في الهندسة الكهربايئة .. ولكني لم أستطع التأقلم مع القسم .. فقمت بعد أسبوعين بتغيير التخصص .. وأتجهت لدراسة الكيمياء ..
اجتهدت في دراستي الجامعية .. كما اجتهدت في تعلم الحاسب كباب يجب أن أخوض غماره .. أصبحت من رواد الإنترنت .. واتجهت إلى غرف المحادثة الأجنبية ومنتدياتهم .. كنت في البداية أسعى لصقل لغتي وتطويرها .. هذا هو هدفي الأساسي .. مع عدم إغفال نظرتي العالية لهم ولفكرهم ومبدائهم .. في حقيقتي سعيت أن أكون مثلهم في كل شيء .. حتى الألقاب التي اختارها لنفسي ..
رغم إدماني لهذه الحياة النتية إلا أنني مجتهد كل الاجتهاد في دراستي .. فكان بداخلي الرغبة في مواصلة دراستي في أمريكا .. مضت السنة الدراسية الأولى بسلام .. قلت علاقتي بأهلي .. وأنزويت ما بين الجامعة والإنترنت ..
وبعد فترة ..
تعرفت في إحدى غرف المحادثة على فتاة أمريكية تكبرني بخمسة أعوام .. أصبحت أطيل السهر في الحديث معها .. كنت أسألها عن كل شيء وأخصه نظام الدراسة لديهم .. وأفضل الجامعات .. وما هو التخصص المناسب لي كي أكمل فيه حسب سوق العمل المستقبلي ..
شيئاً فشيئا أصبحت أشعر بميل عاطفي نحوها .. طلبت من والدي أن يسمح لي في الصيف القادم بعد أن أنهي السنة الثانية أن أكمل باقي دراستي في أمريكا .. لكنه رفض .. وأصر على بقائي هنا حتى أنهي الجامعة وبعدها سيرسلني هناك أكمل بقية دراستي .. أجتهدت أكثر .. وأخذت فصل صيفي .. حتى استعجل في تخرجي ..
كنت في كل يوم أشتاق لها أكثر من اليوم السابق أصبحت هي كل شيء في حياتي .. تغير مسار حديثنا وغلبته العاطفة ..
في العام الماضي .. قالت لي في يوم 14 فبراير سوف أرسل لك هدية فبادرتها أنا وأخذت عنوان بيتها كي أبادلها هديتها في نفس اليوم وخاصة أنني أعلم أنه عيد للحب عندهم
قبل هذا اليوم بستة أيام تقريباً .. جهزت لها هدية بقيمة أربعة آلاف ريال .. غلفتها بالأحمر كما قالت لي .. وأتجهت إلى مكتب توصيل سريع ودفعت الرسوم وقدمت لهم العنوان وطلبت منهم أن يوصولها لها في اليوم المحدد وبقيت أنا منتظراً بشوق هديتها ..
بعد أن عدت للمنزل .. ذهبت سريعاً لغرفتي .. أغلقت الباب .. وفي ثواني قمت بتشغيل جهاز الحاسب كي أراها .. كنت في شوق كبير لها .. فلم أجدها .. كتبت لها رسالة ونمت مبكراً .. لأقابلها في الصباح استيقظت الساعة السابعة صباحاً .. ووجدتها قد كتبت لي على الخاص أنها ستغيب يومين عن البيت ..
خرجت من غرفتي .. ووجدت أمي وأبي يشربان القهوة ويتحدثان عن زواج أختي القريب ..
جلست معهم .. وقلت لعلي أبين لهم خطأ هذه الطريقة في الزواج .. فهو رجل غريب جاء وخطبها .. ووافقوا عليه دون أن يتعرف عليها وتتعرف عليه .. رأيت أن هذا هو سبب انتشار الطلاق في مجتمعنا .. وسبب كل التفكك الذي نراه في العلاقة بين الأزواج .. تناقشت معهما وقلت لهم عن الوضع في أمريكا .. وكيف أن الرجل والمرأة يتعرفان على بعض لفترة تطول لسنوات حتى يقرران الزواج .. وكيف أن هذا الحب يدوم أبد العمر .. أعترض والدي وقال لي .. ولكنهم يا بني ينجبون أطفال من الزنا .. قبل الزواج .. لم أعر هذا الكلام أي إهتمام .. وقلت له يكفي أنهما يحبان بعض واتفقا على الزواج ..
عدت لغرفتي علي أجد حبيبتي قد عادت أو أرسلت شيء جديد .. ولكنها لم تفعل ..
تملك الضيق قلبي .. وأصبح اليوم حزين كئيب وتمنيت أني أخذت رقم هاتفها الجديد .. كي أتصل بها لأرى أين هي ..
مر يوم الجمعة بطيئاً مملاً .. كذا يوم السبت حتى جاء يوم الأحد وعادت مساء .. أشرقت الدنيا كلها في عيني .. وقفز قلبي من مكانه
ماريا أين أنتِ ؟ أفتقدتكِ كثيراً .. ليس ليومي أي طعم دون وجودكِ بجانبي ..
هكذا كانت بداية حديثي معها .. الشوق كله كان لقلبها .. لم أتبين مقدار حبها في قلبي إلا حين غابت هذين اليومين ..
بقيت معها في حديث متواصل مدة ثلاثة ساعات وبعدها قامت لترتاح استعداداً لذهابها للكنيسة كي تشهد قداس الأحد ..
كنت أحترم كثيراً حرصها الشديد على حضور قداس يوم الأحد .. وأقارنها بي وبمن هم مثلي .. المقصرين بأداء صلاة الجمعة .. وأقول في نفسي ولغيري .. كم يحترم النصارى على دينهم .. ويحافظون على مبادئهم
مرت علي الأيام بطيئة في انتظار يوم الأربعاء .. يوم العشاق المرتقب كنت متشوق كي أرى هدية ماريا . وما الذي ستقدمه لي ؟..
أحدث نفسي [ هل سترسل لي صورة لها ؟ .. أم لعلها سترسل لي جهاز حاسب جديد من هناك .. ] وكثيرة هي أفكاري وأمنياتي للهدية..
أتى يوم الهدية .. لم أتمالك نفسي ومكتب التوصيل يتصل بي ليسألني عن عنوان بيتي .. قلت له أنا سأتي لأستلمها ..
ركبت سيارتي .. وكل المشاعر مزدحمة كنت أشعر أنني سألقى ماريا وليس هديتها فقط ..
كرهت زحام شوارع الرياض .. وهي تطيل وقت رؤيتي لهدية حبيبتي أخذت في الطريق نصف ساعة تقريباً .. كان وقت عودة موظفي القطاع الخاص لبيوتهم ..
أخيراً وصلت .. دخلت والابتسامة ترتسم في كل معالم وجهي .. ضحك العامل حين رأني .. قال أنت محمد ؟ قلت نعم .. قدم لي علبة حمراء صغيرة بحجم الكف ..
لا أخفيكم أنني صدمت حين رأيت حجم الهدية .. وكيف غادرتني كل معالم الفرح المرتسمة .. سألني العامل .. ما بك ؟
أخذت الهدية ووقعت على ورقة الاستلام وتركته دون جواب ..
ركبت سيارتي .. وما بين رغبة وتردد فتحت الهدية لا أتذكر حينها إلا أن الدنيا كلها أصبحت تدور بي رغم جلوسي على المقعد إلا أنني خشيت على نفسي السقوط مسكت رأسي كي يقف الدوار الذي أصابني زاد علي الحال .. ورغبة في التقيوء تتملكني لم أصدق ما أنا ممسك به دمية قطنية حمراء بشكل قلب ملفوف عليها سلسال يتدلى منه صليب ذهبي
أعدت مقعد السيارة إلى الخلف .. ورميت جسدي ورغبة في عدم وجودي تتملك تفكيري حينها
كم كرهت نفسي .. وكرهت كل شيء أنا محمد أحمل في يدي الصليب ؟ دمعت عيني بدفق ساخن .. تمنيت حضن أمي كي تنقذني من كربتي هذه بكيت كطفل خائف ..
وناديت بأعلى صوتي .. يا رب .. يا رب
بقيت على حالتي هذه أكثر من ساعة وأنا أمام المحل لم أتحرك إلا حين سمعت أذان المغرب .. وكأني استيقظت من رقدة طويلة عدلت جلستي .. وأدرت محرك السيارة .. وانطلقت عائداً للبيت
كنت رميت الهدية في المقعد الذي بجانبي وأنا أسير في طريقي عينٌ ترمقُها بكُرِهٍ .. وعينٌ تعتبُ لِمَ فعلتِ هذا ؟
قررت وأنا في طريقي أن أتوقف عند مسجد وأصلي المغرب في جماعة .. ويسر الله لي هذا الأمر .. صليت .. وجلست قليلاً في مكاني .. وإذ برجل يأتي ويقدم لي مغلف مكتوب عليه [ تهادوا تحابوا ] ابتسمت في وجهه وشكرته
سألت نفسي كم مرة أهديت لكِ مثل هذه الهدية ورميتها ؟
أخذتها .. ووضعتها في المقعد الخلفي كعادتي مع مثل هذه المغلفات .. عدت للمنزل .. سريعاً دخلت غرفتي كي لا يراني أحد
واستشعرت مدي ماوقعت فية من خطأ منقول
أم الذبيح عضو مميز جدا
عدد الرسائل : 597 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 18/11/2007
موضوع: رد: قصص من الحياه " حب الأنترنت " الأحد مارس 02, 2008 6:06 am
قصه رائعه سلمت يداك والله لو يعلم شبابنا حجم القوى الموجهه ضده لفكر الف مره مع من يتكلم او من يصادق عبر النت هناك حمله تنصير فى الخفاء ربنا ينصر الاسلام والمسلمين ملاحظه:حب النت حب هايف فى نظرى وفاشل