cond Admin
عدد الرسائل : 536 تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: الفنانة شادية الجمعة فبراير 29, 2008 9:45 pm | |
| تشعر عندما تراها كأنها ابنتك أو اختك أو حبيبتك، وعندما تسمع صوتها تجد قلبك يخفق بمشاعر البهجة والفرحة والسرور. «شادية» اسم ارتبط بتاريخ السينما المصرية وارتبطت السينما به إلي يومنا هذا، رغم مئات الأفلام التي تنهمر علي رأسنا ولا تترك فينا بصمة نستطيع أن نتذكرها بها، فأفلامها مازالت تشكل وجدان الكثيرين وتثير فيهم الشوق لأيام ندر أن تتكرر في زماننا الحالي. اعتزلت شادية الفن وهي في قمة نجوميتها، فكان ابتعادها إيذاناً بفوضي غنائية هي أقرب للعشوائية والانحطاط، قالت في مبررات اعتزالها: «لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتي تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويداً رويداً... وأريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، فلن انتظر حتي تعتزلني الأضواء».احتفلت بعيد ميلادها الـ٧٧ مطلع الشهر الجاري" فبراير" في صمت علي غرار الأعوام الماضية منذ قرار اعتزالها، أو بمعني أدق ابتعادها، فهي لم تعتزلنا وإنما ابتعدت عنا بجسدها فقط واستمرت في وجداننا نستمتع برؤيتها وبصوتها وبصحبتها أيضاً، بعد أن كسبت احترام الجميع بقرار الاعتزال في أوج تألقها وحصادها لنجاح السنين الذي استحقت به لقب «شادية»، فهي تشدو بأرق وأعذب الكلمات حتي قيل إن من اختار لها هذا الاسم هو يوسف وهبي، الذي كان يمثل فيلم «شادية الوادي»، أو عبدالوارث عسر الذي أطلق عليها «شادية الكلمات» حين سمع صوتها.حياتها الشخصيةولدت فاطمة كمال شاكر في الحلمية الجديدة في ٨ فبراير ١٩٣١، ثم انتقلت مع والدها المهندس الزراعي كمال شاكر إلي «أنشاص» بمحافظة الشرقية، حيث كان يعمل بالخاصة الملكية، وكانت تصحو علي أصوات العصافير واخضرار الأشجار وتحمل في المساء عينيها إلي ضوء القمر، ثم ينتقل والدها حسب ظروف عمله إلي القاهرة فيأخذها معه وهي تحمل في أذنيها أصوات العصافير وحفيف الأشجار لتدخل مدرسة شبرا للبنات، حيث استقرت الأسرة بشارع طوسون، وتبدأ علامات النبوغ ودلائل الموهبة من البداية، حيث تصر «أبلة ليلي» علي أن تجعل فاطمة تغني في الفصل، ثم فجأة سحبتها وراءها إلي حجرة الناظرة، وأصرت علي أن تغني أمامها.. تلعثمت في البداية ثم شدا صوتها بأروع ما يكون، وغنت لتصفق لها الناظرة وتبتسم وتهنئها.كان والدها قاسياً عليها وعلي إخوتها، لكنه بين حين وآخر عطوف، فكان يصطحبهم إلي الحدائق والمتنزهات،وفي إحدي «الخروجات» لمغارة «المغاوري» كان معهم المغني التركي الشهير منير نور الدين -والدة فاطمة تركية- فمالت علي أذن عمتها وقالت لها إنها تريد أن تغني، وهنا أقنعت العمة أخاها كي يترك ابنته لتغني، فتساءل والدها: وهل تعرف؟ فردت عليه عمتها: نشوف. غنت الفتاة أغنية ليلي مراد «بتبص لي كده ليه» ليقبلها منير نور الدين ويخبر والدها بأنه يمتلك كنزاً ويجب أن يتركها تغزو عالم الغناء والتمثيل لأنها ستنجح فيهما بسرعة، إذ كانت وهي تغني الأغنية تمثل. وهنا أدرك كمال أحمد شاكر أن لابنته صوتاً عبقرياً، فأتي لها بمدرس موسيقي يدعي «محمد ناصر» ليعلمها أصول الغناء.وتحصل الطفلة علي الشهادة الابتدائية، وتمر الأيام وتتعلم فاطمة -فتوش باللغة التركية- أصول الغناء والموسيقي، ويهتم بها والدها أكثر من أختها الكبري غير الشقيقة عفاف التي بدأت العمل بالتمثيل، وكان محمد ناصر علي علاقة بالمخرج أحمد بدرخان الذي كان يعمل في شركة «التاج»، وغنت أمامه «بتبص لي كده» و«أيها النائم» لأسمهان، وأعجب بها بدرخان فسارع بالاتفاق مع والدها ووقع معه عقداً قبضت علي أساسه ٢٠٠ جنيه، وكل شهر ٢٠ جنيهاً من شركة التاج، وكتبت شهادة ميلادها كممثلة ومطربة بعد أن أجري لها اختبار كاميرا.وتمر الأيام وتمل فاطمة، التي كانت ضاحكة دوماً، إذ إنها فوجئت بأنه لايوجد تمثيل ولا غيره، فكل ما تفعله هو الذهاب إلي الشركة أو الذهاب إلي فريد غصن لتأخذ درساً في «الصولفيج»، والتقي بها حسين حلمي المهندس واتفق معها علي أن تمثل في فيلمين من إخراجه وهما «دموع التماسيح» الذي لم يكتمل تصويره و«أزهار وأشواك» وظهرت فيه من خلال لقطة واحدة، حيث كان المخرج يجرب وجهها -أي اختبار كاميرا- وأبقي عليه المخرج لأنه كان وجهاً حاضناً للكاميرا، وظهرت معها هند رستم ككومبارس مثلها.. ولعبت بطولة الفيلم مديحة يسري ويحيي شاهين وسناء سميح التي رفضت أن تجلس مع فاطمة وهند في يوم الافتتاح لأنهما كومبارس فبكت شادية! كان دور فاطمة أن تفتح فمها دون أن تنطق بكلمة واحدة، وكانت سيدة بدينة هي التي تغني بالفصحي «أين من تسمو بها روحي في أفق سمائي» وكان حجم فاطمة ضئيلاً إلي جانب الصوت الجهوري فضحك الجمهور أثناء العرض، وفي نهاية الأغنية قالت فاطمة -وهي المقولة الوحيدة لها في الفيلم «إيه يابابا» فكان صوتاً طفولياً يختلف تماماً عن الصوت الذي كان يغني القصيدة فضحك الجمهور بشدة، فقال لها أبوها الذي كان يحضر معها عرض الفيلم: «يالا بينا قبل الجمهور مايشوفك ويضربك»! كان الفيلم فاشلاً ولم يلق أي نجاح، باستثناء أن حلمي رفلة شاهد فاطمة في الفيلم فاتفق معها علي أن تعمل معه في فيلم «العقل في إجازة»، واختار لها اسم «شادية»، وقيل إن الذي اختار لها الاسم «يوسف وهبي»، حين كان يمثل فيلماً اسمه «شادية الوادي» وقيل عبدالوارث عسر لأنه حين سمع صوتها قال إنها «شادية للكلمات».كان عمر شادية أربعة عشر عاماً وكانت الخامسة في ترتيب إخوتها، حيث كان يكبرها محمد وسعاد وطاهر وعفاف، وتردد أن حلمي رفلة سمع أن محمد عبدالجواد يريدها أن تمثل في فيلم معه فاتصل به وقال له «أنا سمعت أن هناك وجهاً جديداً اسمه «فاطمة» ستمثل معك فيلماً، لا تجعلها تمثل لأن أهلها لو شاهدوها لقتلوها، وابتعد عنها محمد عبدالجواد ليقدمها رفلة مع محمد فوزي في «العقل في إجازة» ولاقت لدي فوزي ترحيباً كبيراً إذ اعتبرها خامة جيدة وقريبة منه في لونه، وأخذ يدربها ويحفظها الألحان، ولعبت شادية الدور الثاني في الفيلم والذي عرض في ١٢/٥/١٩٤٧ ودارت قصته حول شاب ثري يحب فتاة من الطبقة الارستقراطية، ويخبرها بأنه سائق ولا يجد عملاً، ويعمل سائقاً لدي أسرتها فيجدها مخطوبة لشاب محتال، يوهمها بأنه ثري طمعاً في أموالها، وتقول هي لخطيبها إنها ثرية، محاولة إنقاذ أهلها من الإفلاس، ويحاول السائق التقرب من حبيبته لكنها تصده دائماً وتري أنه لا يناسبها، ويلتقي السائق بصديقتها الطيبة البسيطة التي يميل لها قلبه، وتظهر الحقيقة، ويعرف الشاب سوء أخلاق الفتاة وأسرتها، فيتركها ليتزوج هذه الإنسانة البسيطة -شادية- التي أحبته وهو يعمل سائقاً، وتندم الفتاة الغنية -علوية جميل- علي هذا الشاب الثري الذي كان يرتدي زي سائق.ورسخ «العقل في إجازة» عدة أدوار قادمة لشادية وهي البنت «خفيفة الظل»، «الشقية المراهقة»،«الدلوعة»، كما قدمت «الفتاة الحالمة»، والباحثة عن الحب، وابنة الطبقة المتوسطة واستمر هذا معها حتي نهاية الخمسينيات في أعمال مثل «حمامة السلام» و«ليلة الحنة» و«في الهوا سوا» و«وداع في الفجر» و«حياتي إنت:» و«بين قلبين» و«قلوب العذاري» و«عش الغرام» وكلها مع كمال الشناوي لدرجة أن الشائعات انتشرت حول قصة حب بين شادية وكمال الذي تزوج أختها عفاف. وحتي في الغناء سارت علي النمط الذي اختاره لها فوزي في الأغاني الخفيفة، الذي يناسب فتاة في مرحلة المراهقة، ويلاحظ هذا بوضوح في الأفلام التي ذكرناها، بل إن محمود الشريف «حبينا بعضنا» و«حسن ياخولي الجنينة» وأحمد صدقي «الشمس بانت» ومنير مراد «واحد اتنين» لم يحاولوا تغيير نهج محمد فوزي، وأصبحت شادية فتاة أحلام المراهقين، وصارت نجمة شباك، وأقبلت الجماهير علي أفلامها وأغنياتها. وحدث التحول الكبير في مصر مع ثورة يوليو ١٩٥٢ لتتحول الفتاة مع وطنها إلي عصر آخر فتغني «يابنت بلدي زعيمنا قال: قومي وجاهدي ويا الرجال»، وتقدم أفلاماً مثل «يسقط الاستعمار» و«بشرة خير» و«لسانك حصانك». أول أغنيةكانت أول أغنية لشادية من تلحين محمد فوزي هي «صباح الخير» في فيلم «أزهار وأشواك»، ونجحت التجربة التي قال عنها حلمي رفلة في حوار له عام ١٩٦٩: «إذا كانت لي أخطاء كثيرة في السينما فيشفع لي أنني قدمت للسينما المصرية شادية الإنسانة الوفية لأصدقائها، وحدث في إحدي السنوات أن رفضت الرقابة فيلماً لي، ومنعت عرضه بالداخل والخارج، وتعرضت لخسارة قدرها ٤٠ ألف جنيه، وكنت في حالة نفسية عنيفة، وظلت شادية تبحث عني في كل مكان وأنا أهرب منها، إلي أن قابلتني في أسانسير العمارة التي أسكن فيها أنا وهي.. وقالت لي: أنا صحيح باحب الفلوس للزمن.. ولكن أنا تحت أمرك.. وقدمت لي شيكاً علي بياض.. وقالت لي ضع المبلغ الذي تريده فيه.. فبكيت لوفائها الكبير، وكلما تذكرت هذه الموقف تدمع عيناي».ممثلة بـ «١٠٠٠» وجه.. وصوت «لم يغب» بريقههي الزوجة الغيور في «انت حبيبي» والمرأة العاملة في «مراتي مدير عام»، وهي زهرة خادمة البنسيون في «ميرامار» وحميدة ابنة الهامش الاجتماعي المتطلعة في «زقاق المدق»، وهي فؤادة الرمز الكبير في «شيء من الخوف» وهي الغانية «نور» نقطة الأمل والضوء الوحيد في حياة سعيد مهران في «اللص والكلاب» وهي الحبيبة الوفية للأبد في فيلم «أغلي من حياتي» والمتطلعة في «لحن الوفاء»، وهي الحبيبة المناورة التي تروض حبيبها في «الزوجة ١٣»، وهي النجمة الكبيرة والشهيرة التي تدعم موهبة صاعدة.. فإذا الأقدار تقودها لتكون الضحية في «معبودة الجماهير».ومن الأدوار المفرطة في عفويتها «وشقاوتها» إلي تلك الغنية بأبعادها الفكرية والإنسانية مسيرة طويلة .قدمت شادية الأفلام الدرامية والكوميدية والسياسية، والراصد لمسيرتها سيقف علي هذا التنوع الفني الذي يترجم مسيرة فنانة أسطورية واستثنائية في تاريخنا الغنائي والسينمائي.ولم يميز الثراء الفني مسيرتها السينمائية فقط، وإنما تميز به أيضاً رصيدها الغنائي، الهائل الذي مازال أكثره راسخاً في الوجدان المصري بدءاً من الأغاني الخفيفة والمرحة إلي الأغاني العاطفية إلي الوطنية و«الكوميدية» بل الفلكلورية وانتهاءً بالدينية ولعلنا لا ننسي «سيد الحبايب» و«شبكت قلبي» و«الدرس انتهي لموا الكراريس» و«ماما يا حلوة»، و«إن راح منك ياعين» و«خمسة في ستة»، و«حاجة غريبة»، و«مكسوفة»، و«ليالي العمر معدودة»، و«علي عش الحب»، و«يا حسن يا خولي الجنينة»، و«أنا عندي مشكلة»، و«يا دبلة الخطوبة»، و«علي عش الحب»، و«آلو»، و«يا سلام علي حبي وحبك»، و«الشمس بانت»، و«غاب القمر»، و«الحنة»، و«يا اسمراني اللون»، و«بسبوسة»، و«يا حبيبتي يا مصر»، و«قولوا لعين الشمس»، و«يا عيني ع الولد»، و«مين قالك تسكن في حارتنا»، و«خلاص مسافر»، و«أقوي من الزمان»، و«مصر اليوم في عيد»، و«عبرنا الهزيمة»، و«خلاص مسافر».قدمت شادية للسينما نحو ١١٧ فيلماً وعشرة مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة.أول ظهور لها في السينما كان عام ١٩٤٦م، وكان عمرها آنذاك ١٣ عاماً في دور صغير في فيلم «أزهار وأشواك»، ورغم سقوط الفيلم وهامشية دورها فيه، فإنها لفتت انتباه محمد فوزي وحلمي رفلة فأسندا لها بطولة فيلم «العقل في إجازة»، وفي فيلم المتشردة كان صوتها حاضراً فقط بعد تركيبه علي شخصية الراقصة في الفيلم وهي «حكمت فهمي» وقد جمع نحو ٢٥ فيلماً بين كمال الشناوي وشادية، وكانت هذه الفترة من أغزر فتراتها الفنية فقد قدمت ١٣ فيلماً في عام ١٩٥٢م مثلاً، وفي قطار الرحمة الذي كان متجهاً للصعيد عام ١٩٥٢م في رحلات خيرية التقت عماد حمدي وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم «أقوي من الحب»، عام ١٩٥٣ وكان يكبرها بحوالي ٢٣ عاماً، وانتهي الزواج بعد ثلاث سنوات نهاية هادئة ودخلت شادية إلي مجال الإنتاج السينمائي عام ١٩٦٢م بفيلم، اللص والكلاب» وتزوجت من صلاح ذو الفقار بعد قصة حب في عام ١٩٦٥م، وانفصلا عام ١٩٧٢م، ولعبت شادية دور البطولة مرتين لقصة واحدة هي «نحن لانزرع الشوك» إذ أدته للسينما عام ١٩٧٠م وقبلها للإذاعة، وكان آخر أفلام شادية «لا تسألني من أنا» عام ١٩٨٤م للمخرج أشرف فهمي وقبله بعام واحد لعبت دورها المسرحي الوحيد في «ريا وسكينة» وكان آخر حفل أحيته قبل الاعتزال هو حفل الليلة المحمدية عام ١٩٨٦م وغنت فيه آخر أغانيها «خد بإيدي».قالوا عنها* موهبة نادرة التكرار، فهي لم تذهب إلي معهد فنون مسرحية، أو معهد موسيقي، لكن موهبتها فرضت نفسها علي كل شيء.كمال الشناوي* لو أن هناك أوسكار في مصر، كان يجب أن تأخذه شادية عن فيلم «أغلي من حياتي» وقد أعجبني دورها فيه أكثر من «المرأة المجهولة».. في «أغلي من حياتي» كانت شادية رائعة.. رائعة.. رائعة.هند رستم* شادية في وجدان وضمير الإنسان المصري والعربي.. جزء متغلغل في نسيج هذا الضمير.. «ست عظيمة» ومعطاءة، تحب مساعدة الناس والوقوف إلي جوارهم.محمود ياسين* لديها عبقرية الأداء، وتمتلك حساً وإدراكاً كبيرين تجاه ما يعرض عليها من أدوار، لذا فإن كل عمل من أعمالها ترك بصمة كبيرة في تاريخنا السينمائي.عادل إمام* كانت أغنيتنا «يا أسمراني اللون» طفرة انتقلت بها شادية من الأغنية الخفيفة وبعض الأغنيات الكلاسيكية إلي مستوي جديد من الأداء التطريبي ذي الإطار المحكم، وقد قوبلت بحفاوة كبيرة من الشارع والمثقفين وكتب عنها الراحلان أحمد بهاء الدين ويوسف السباعي.عبدالرحمن الأبنودي | |
|
haneeen Admin
عدد الرسائل : 1511 تاريخ التسجيل : 09/11/2007
| |
seham عضومميز
عدد الرسائل : 477 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| |