إن الحياة ليست قشوراً زائفة نحرص على بريقها، بل هي جوهر مضيء ساحر يجذبنا إلى التقدم وإلى الخير إذا تبعنا فطرتنا..وقد علّمنا رسول الله-صلى الله عليه و سلم-إذا أصابنا شيء نحبه أن نقول الحمد لله وإذا أصابنا شيء نكرهه أن نقول الحمد لله على كل حال
*******
ماذا يعني ذلك؟
يعني أن هناك ما يستحق الحمد في كل الأحوال؛ وأن النفس وشهواتها ليست هي المقياس الحقيقي للخير وأننا لا نعلم و مع ذلك نستطيع أن نحيا سعداء لأننا نثق بالله ولأن الله هو الحقيقة الوحيدة الموجودة
إن الدنيا عبارة عن اختبار له فترة محددة وعدد معين من الأسئلة يجب الإجابة عنها بطريقة نموذجية بالرغم من كل الأصوات الملحة المزعجة؛ والأضواء المبهرة العامية والهدايا المغلقة الملفوفة في أجمل الأشكال وتحوي الشك والنسيان واليأس
*******
صحيح أن المسئولية شيء مرهق وعبء ثقيل يسعدنا التخلص منه ولكن لا يمكننا ذلك لأن الله قد خيّرنا من قبل وقد وافقنا ولا مفر الآن سوى تحملها دون أن نخدع الناس ونبرر لهم تصرفاتنا لأن ذلك لن يغير من حقيقتها شيئاً ولا نخدع أنفسنا حتى لا نلاقي عند الله ما لم نكن نحسبه
إن متاع الدنيا قليل فلا تطمع فيها واجعل طمعك أعظم منها وادخره للآخرة..ورزقك فيها سيأتيك في وقته فانتظره في ثقة وكرامة ولا تشتريه بالقلق والجبن وارتكاب المعاصي
أتشتري ما هو ملكك بالفعل؟
اعمل بالأسباب لأن الله أمرك أن تأخذ بها. واصبر على البلاء والأسباب المنذرة بالسوء لأن: من يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب
*******
إن الحق هو الله وهو الذي خلقك في أحسن تقويم فلا تبالِ بمن سواه لأنهم لا يملكون فيك إلا ما منحه الله لهم فيك؛ فأبرىء ذمتك منهم ثم انسهم
"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"
واجه حياتك بارتياح وثقة ولا تنبهر بها أو تخشاها لأنها ليست أقوى منك، واهتم بها لأنها وسيلتك للفوز بالآخرة، وعاملها بحذر لأنها يمكن أن تخدعك، ولا تستهن بها لأنها ليست أضعف منك.. فاذكر الله في كل لحظة وعند كل اختيار وتذكر دائماً أن النتيجة لم تظهر بعد وأنك لا تريد أن ترسب لأنك لا تستطيع تحمل سوء العاقبة، وأن الغش ليس ممنوعاً فحسب بل هو مكشوف أيضاً
ابحث عن طريق الجنة والزمه واعلم أنه صعب ولكنه ليس مسدوداً
*******