haneeen Admin
عدد الرسائل : 1511 تاريخ التسجيل : 09/11/2007
| موضوع: كتاب " في السياسة والادب السياسي " الأحد مارس 23, 2008 10:51 pm | |
| في السياسة والادب السياسي" وصدر لدى "دار الآداب" في بيروت، وتتناول موضوعاته اراء في خمس شخصيات يجمع بينها السياسة والفكر والتاريخ ولعبت جميعها ادوارا مهمة كل من موقعه: جمال عبد الناصر، كمال جنبلاط، امين الريحاني، نجيب عازوري، وسليم خياطة.جمل عبد الناصريشير المؤلف إلى أن مصر شهدت سجالا واسعا حول هويتها، خاض فيه قادة للفكر من امثال طه حسين وسلامة موسى ولويس عوض الذين شددوا على الهوية المتوسطية لمصر وحتى الفرعونية الاصل ، وهي مناقشة جبهها مفكرون آخرون أصروا على الهوية العربية الاسلامية لمصر ماضيا وحاضرا ومستقبلا.حسمت ، وفق الكتاب ، ثورة الضباط الاحرار عام 1952 وما تلاها من تطورات سياسية موقع مصر العربي اولا واساسا، وأتى هذا الحسم بعدما تمكنت الناصرية من اطلاق مشروع قومي عربي عماده النضال ضد الاستعمار والتحرير القومي وخصوصا استعادة فلسطين والسعي الى تحقيق الوحدة العربية والقول بوجوب الاصلاح السياسي عبر الديموقراطية والقيام بإصلاحات اجتماعية ترفع من مستوى حياة الجماهير.يضع المؤلف عبد الناصر في اطار الحضارة العربية وفي مواجهة الغرب فيرى ان "خطابه القومي انطوى على بعد اسلامي معادٍ للغرب، وهو بٌعدٌ جاء رافدا مع عروبة حضارية قومية نزعت عن الدائرة الاسلامية طابعها الديني البحت، واعطتها بُعد الصراع الحضاري بمضامين ثقافية مشرقية انطوى عليها الاسلام". الا ان فراج المعجب بعبد الناصر والمؤيد بالكامل لسياسته، وخصوصا الخارجية منها، يلفت الى سلبيات اتسمت بها قيادته ويعطي تفسيرا للعوامل الموضوعية لهذه السلبيات ؛ فعبد الناصر هو ابن الشرق الاستبدادي وانتاجه، وفق المؤلف ، وقد تفرد بالقيادة السياسية واستولى على القرار منذ فجر الثورة.كان عبدالناصر زعيما شرقيا نموذجيا في عدم احتمال التنظيمات السياسية والمؤسسات التشريعية فعمد الى تأميم الصحافة والغى الحياة الحزبية السياسية التعددية واحلّ مكانها التنظيم السياسي الاحادي الذي حمل عنوانا توحيديا جامعا يستهوي الطبع الشرقي والوجدان الاسلامي مثل "الاتحاد القومي" او "الاتحاد الاشتراكي". نجم عن سياسته تعرّض الكتاب والمثقفين الى قمع رهيب لخلافهم مع السياسة الناصرية في النظرية والممارسة.كشفت حرب حزيران 1967 هشاشة الدولة التي بناها عبدالناصر وأزالت الحجب عن هياكلها التنظيمية بعد الانهيار السياسي والعسكري، وهو انهيار طال مشروعه القومي بحيث شكل مرحلة انحدار في التاريخ العربي لا تزال مفاعيلها تعمل في المجتمعات العربية كلها من دون استثناء.كمال جنبلاطيتناول المؤلف شخصية كمال جنبلاط الذي يحتل لدى عفيف موقعا خاصا: جنبلاط في نظرته الى عبد الناصر، ثم جنبلاط المفكر الحضاري بشكل عام، وفي ترجمة الجنبلاطية لبنانيا ، بعد مواقف حذرة لجنبلاط من عبد الناصر في بدايات الثورة، تحول الى تأييد كامل له بعد انخراط الزعيم المصري في مشاريع التصدي للاستعمار وكسره احتكار السلاح وخوض معركة السويس في وجه العدوان الثلاثي، ثم لاحقا تحقيق الوحدة المصرية – السورية. حتى ان اعجابه به دعاه الى وصفه بأنه "رجل روح في قميص سياسي شفاف". شكّل انهيار الوحدة المصرية - السورية عام 1961 مرحلة نحا فيها جنبلاط الى قراءة نقدية للناصرية من دون ان يتخلى عن تأييدها، وازداد نقده لها بعد هزيمة حزيران 1967، الا ان ذلك لم يمنعه من الإعجاب بعروبة عبد الناصر .يرى المؤلف ان ما يميز جنبلاط قد لا تكون افكاره السياسية بقدر رؤياه الحضارية وموقع الانسان في هذه الحضارة. يعتبر جنبلاط ان الاديان والثقافات والحضارات مرايا يرى العقل فيها ذاته، حيث عبرها تظهر قدرات الانسان الهائلة في الخلق والابداع. | |
|