كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن وجود اتصالات سرية بين الفاتيكان والمملكة العربية السعودية لبناء كنائس للمرة الاولى في معقل الاسلام ومهده. وطبقا لما ذكرته عناصر في الفاتيكان مقربة من البابا بنديكتوس السادس عشر في الشرق الاوسط بان المسيحيين يقدرون في السعودية بنحو 4% من اجمالى سكان المملكة، وطبقا للتقديرات فان 900 الف منهم ينتمون للكنيسة الكاثولوكية ، ومعظم المسحيين في السعودية من العمال الاجانب في البلاد.
وذكر الاسقف بول منجد الهاشم بان هذه المحادثات تجرى بهدف السماح ببناء كنائس للمسيحيين في المملكة، ولا نعلم حتى الان ماذا ستكون نتائج تلك المحادثات. لكنه في أحاديث اعلامية أخرى أكد مندوب البابا في الشرق الاوسط بأن يأمل وجود كنائس قريبا في السعودية. اما المتحدث باسم الفاتيكان الاب "فدريكو لومباردي" فقد قال ( اذا ما نجحنا في الحصول على الموافقة لبنا ء أول كنيسة للمسيحيين في السعودية ، فسيكون للامر انعكاسات تاريخية مهمة) .
وبعد افتتاح أول كنيسة للمسيحيين في قطر ، تصبح السعودية الدولة الوحيدة في المنطقة التى لا تسمح باصدار تراخيص لبناء كنائس للمسيحيين لاقامة شعائرهم الدينية فيها بشكل علني. ورغم ذلك يبدو أن موافقة السعودية على بناء تلك الكنيسة سيثير غضب المتشددين المسلمين في جميع انحاء العالم، نظرا لما تمثله السعودية من مكانة مقدسة لدى المسلمين. وتشدد السلطات السعودية على عدم ممارسة اية طقوس دينية او اظهار علامات وشعارات غير اسلامية في البلاد، فالكتب الدينية المسيحية والصلبان يتم مصادرتها قبل دخول المملكة.
وذكرت مصادر دبلوماسية في روما بان المباحثات حول بناء كنائيس في السعودية ستدار طبقا للتطورات الاخيرة، فالسعودية ضمن الدول التى ليس لها علاقات رسمية مع الفاتيكان. وفى نوفمبر الماضي كان الملك عبد الله أول ملك سعودي يزور الفاتيكان، وقد طالب الفاتيكان بضرورة السماح بحرية ممارسة العبادة للمسيحيين في السعودية كشرط لاقامة علاقات بين الدولتين.
واحدى اهداف البابا بنديكتوس هى اقامة علاقات "تبادلية" ودية في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، ونقل عنه انه بينما يمارس المسلمون شعائرهم الدينية في البلاد الاوربية بحرية، يواجه المسيحيون الكاثوليك قيودا رسمية وغير رسمية في كثير من الدول الاسلامية.
هذا وقد شارك نحو 15 الف شخص في افتتاح اول كنيسة في قطر، لا تحمل على واجهتها صليبا كما هو معتاد، وهى الاولى ضمن خمس كنائس يعتزم بناؤها هناك . وتطرق وزير الخارجية القطرى "عبد الله بن حمد العطية" الى "التبادلية الدينية قائلا:-" اننا نتمتع ببناء المساجد والمراكز الاسلامية في الغرب، لذا يجب ان نكون عادلين (تجاه المسيحيين)"
وكان الاسقف هاشم قد كشف عن الاتصالات السرية مع السعودية اثناء احاديث خاصة على هامش افتتاح الكنيسة في قطر، وقال ايضا بانه يتوقع الاعلان قريبا عن اقامة علاقات دبلوماسية بين الفاتيكان وسلطنة عمان. ومن المقرر أن يلتقى البابا خلال هذا العام مع 150 معلم اسلامي، دعوا في اكتوبر الماضي القيادات المسيحية الى اقامة علاقات سلام بين انصار الديانتين.
منقول