الاستيطان وإمكانية تحقيق السلام

باستخفاف يظهر مدي استهانة اسرائيل بعملية السلام 'المعاقة' في الشرق الأوسط، واستهتار يكشف عن عدم اكتراث بردود الفعل العربية التي تعلم الدولة اليهودية انها 'وقتية' سرعان ما يطويها النسيان، أعلنت اسرائيل هذا الأسبوع خطة لبناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنة يهودية في القدس الشرقية المحتلة، موجهة بذلك ضربة جديدة للعملية السلمية التي تترنح من كثرة الطعنات الاسرائيلية التي لا تكاد تتوقف.ويفاقم الشعور باستهتار اسرائيل بعملية السلام ان كشفها النقاب عن هذه الخطة، التي تعد جزءا من مبادرة شاملة أطلقها عمدة القدس المحتلة لبناء 40 ألف وحدة سكنية في المدينة جاء في ختام زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلي المنطقة.

وكانت رايس قد أعلنت 'بفخر' خلال زيارتها رقم 14 للشرق الأوسط منذ بداية عام 2008 حصولها علي وعد اسرائيلي بإزالة خمسين حاجزا في الضفة الغربية لتسهيل حياة الفلسطينيين، وان كانت الأنباء قد ذكرت ان جيش الاحتلال الاسرائيلي يسيطر علي 580 حاجزا وخندقا في الضفة، وهو رقم تزايد منذ مؤتمر أنابوليس للسلام الذي استضافته الولايات المتحدة في نوفمبر .2008 كما نجحت رايس خلال زيارتها في اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتغيير موقفه 'المتشائم' إزاء إمكانية تحقيق السلام مع اسرائيل قبل نهاية العام الحالي الذي يشهد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش.. لدرجة جعلت عباس يعبر، في مؤتمر صحفي مشترك مع رايس في ختام محادثاتهما في عمان يوم الاثنين الماضي، عن ثقته التامة في إمكانية تحقق السلام قبل نهاية 2008!

ويبقي سؤال يفرض نفسه بقوة علي الساحة بعد ضرب اسرائيل عرض الحائط بكل شيء، لتحقيق مآربها الخاصة ومواصلتها الحديث عن السلام بينما تتناقض أفعالها علي الأرض مع أي معني أو أي عمل حقيقي لتحقيق هذا السلام.. والسؤال هو: هل مازالت السيدة رايس تري ان المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية، التي لم تحقق من الناحية الواقعية شيئا يذكر حتي الآن، تسير علي الطريق الصحيح؟! وهل لاتزال رايس تري ان 'العمل الذي يجري إنجازه وجدية العملية أمر مثير للاعجاب الشديد'؟! كما قالت في مؤتمرها الصحفي مع عباس في عمان

الكلام عن السلام شيء لكن العمل الجدي لتحقيق السلام علي أرض الواقع بالفعل لاسيما قبل نهاية العام الحالي شيء آخر.. والمطلوب الآن، من وجهة نظرنا، هو أن تضغط الولايات المتحدة بالفعل علي اسرائيل لتعمل بشكل جدي من أجل تحقيق السلام، ونحسب أن أولي الخطوات التي يجب اتخاذها هي الزام اسرائيل بالتوقف عن ممارسة سياسة تمزيق وحدة الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني بالاستيطان ومواصلة العدوان علي قطاع غزة والضفة الغربية وذلك حتي تبقي في النهاية الأرض محل الخلاف والتي يمكن أن تقام عليها دولة فلسطينية مستقلة وحرة وكاملة الأوصاف.. أما استمرار الاستيطان والعدوان فمعناه استحالة تحقيق السلام في 2008 أو ما يليه من أعوام.

Admin عدد الرسائل : 536 تاريخ التسجيل : 09/09/2007

قرأت
عن الاستيطان الاسرائيلى فى الجولان -- الضفة الغربية --
وحزنت حزن شديد
عدد المستوطنات عدد كبير جدا
االه يكون فى العون
وسوف احاول تنزيل موضوع عن عدد المستوطنات فى الاماكن المذكورة
Smilies2072

اقتباس :

كلى شوق لقراءة موضوع الاستيطان الاسرائيلى الذى وعدت cond بكتابته
1011-004

» تحقيق صحفى (عمرو اديب )
» مسئول اسرائيلى يصرح تصريحات رايس عن الاستيطان لم تعد تهمنا
» ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية: لا سلام بدون وقف الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية
» السلام عليكم ممكن نتعرف
» تطور السلام الوطنى لمصرنا الحبيبة