مقتل 4 جنود أمريكيين و"تدنيس المصحف" يوحّد السنّة والشيعة

يبدو أن قضية اتخاذ جنود الاحتلال الأمريكي "المصحف" كهدف للتدريب على الرماية بالعراق, ستكون القشة التى ستقسم ظهر الاحتلال الأمريكي, حيث أجمع خطباء صلاة الجمعة من سنّة وشيعة على إدنة الاحتلال الأمريكي، معتبرين أن "انقسام المسلمين" سمح بوقوع هذا الحادث الذي فجّر موجة من الغضب العارم في العراق والدول الإسلامية.

وقال خبراء إنها المرة الأولى التى يتحد المسلمون فيها السنّة والشيعة، في رفض ما حصل، وشهدت مساجد بغداد والفلوجة والموصل خطبا شديدة القسوة حياله, وقال الشيخ أحمد عبدالغفار السامرائي إمام مسجد "أم القرى" الذي يرتاده السنة:" لو كنا متحدين بقوة منذ البداية، لما قام هذا الجندي الأمريكي السخيف باستخدام المصحف بمثابة هدف رماية." وأضاف السامرائي:" لقد أحرج هذا الجندي الرئيس الأمريكي جورج بوش وأرغمه على الاعتذار لرئيس الحكومة, نطلب معاقبة هذا الجندي، ونرفض العمل وندينه", محذراً من أن العالم "سينقلب رأساً على عقب ولن يعود إلى ما كان عليه" إذا ما تكررت الحادثة مجدداً.

وفي المقابل, قال رجل الدين الشيعي سيد مهند الموسوي إمام مسجد "الحكمة":" ندين ونرفض هذا العمل الإجرامي من قبل الجندي الأمريكي في الرضوانية، والذي قام بتمزيق المصحف وإطلاق النار عليه."

وكان "الحزب الإسلامي العراقي"، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، قد طالب الجيش الأمريكي بإنزال "أقصى عقوبة" بحق الجندي الذي قام بـ"تدنيس" المصحف، وليس مجرد الاعتذار عن ذلك العمل "الإجرامي."

ومن جهة أخرى, لقي ثلاثة من جنود الاحتلال الأمريكي بالعراق مصرعهم اليوم الجمعة, وأصيب أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة بحي الجولان شمال مدينة الفلوجة, وقالت مصادر أمنية:" إن عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق أحد البساتين بحي الجولان انفجرت لدى مرور دورية مشتركة بين قوات الاحتلال الأمريكي والشرطة العراقية, مما أسفر عن مقتل شرطيين ومترجم يعمل مع القوات الأمريكية, وإصابة عدد غير معروف من قوات الاحتلال الأمريكي. وأكد شهود عيان أن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وجرح أربعة آخرين, مضيفين القول: "شاهدنا نزول إحدى المروحيات التابعة لجيش الاحتلال في المنطقة لإخلاء الجرحى, كما ضربت القوات الأمريكية المحتلة طوقاً أمنياً مشددًا حول مكان الحادث وشنت حملة دهم وتفتيش اعتقلت خلالها خمسة مدنيين عراقيين بزعم الاشتباه في تورطهم بالهجوم".