هل يجوز قضاء صلاة الضحي ؟
السؤال: ما حكم الدين في صلاة الضحى.. وهل لها حد أدنى ووقت معين؟ وإذا فاتتني فهل يجوز قضاؤها؟
يقول الدكتور أحمد يوسف سليمان رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بالقاهرة:
صلاة الضحى سنة مؤكدة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم واظب عليها ورغب في أدائها ونوه بفضلها.. فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله قال: “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة (عظام الجسد ومفاصله) وكل تسبيحة وتهليلة صدقة، وتكبيرة صدقة وتحميدة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ أحدكم من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى”. أخرجه مسلم.
وقال زيد بن أرقم رضي الله عنه خرج رسول الله على أهل قباء وهم يصلون الضحى فقال: “صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى” أخرجه أحمد ومسلم.. والفصال جمع فصيل وهو ولد الناقة ومعنى رمضت أي: أحست بحر الشمس، ومعنى ذلك أن هذه الصلاة تكون بعد ارتفاع الشمس بوقت قصير ولذلك فقد حدد العلماء وقتها بأنه يبدأ بعد ارتفاع الشمس بحوالي نصف ساعة وينتهي قبل الظهر بقليل.
وأقل عدد ركعاتها اثنتان ولا حد لأكثرها عند جمهور الفقهاء، وقد حددها أكثر الشافعية بثماني ركعات وحددها آخرون باثنتي عشرة ركعة، وقد ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام صلاها أربعا، وصلاها ثمانياً، وصلاها أكثر من ذلك.. فعن أم هانئ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى سجدة الضحى “تعني صلاة الضحى” ثماني ركعات يسلم من كل ركعتين، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله” رواه أحمد ومسلم.. ومن واظب على أدائها وفاتته في آخر الأيام فإن له أن يقضيها وقتما يشاء فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا فاتته السنن التي يواظب عليها يقضيها، وكان يحب المداومة على الأعمال الصالحة ويقول أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.. والله أعلم.