عدد الرسائل : 597 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 18/11/2007
موضوع: الخواجـات أحرجـونا الخميس أغسطس 28, 2008 12:52 am
أحرجنا أولئك «الخواجات» الشرفاء الذين نجحوا في كسر الحصار المفروض على غزة، ولفتوا أنظار العالم إلى محنة القطاع الذي يتعرض للخنق، منذ أكثر من عام وسط صمت الجميع، العرب منهم قبل العجم ******* لم يخطر لنا على بال أن يغامر 44 ناشطا من 14 دولة غربية بالإبحار إلى غزة على سفينتين خشبيتين حملتا ببعض الأغذية والأدوية، وأن يعلن المتحدثون باسمهم أن مهمتهم ليست إنسانية فحسب، ولكنها سياسية أيضا، أقدم هؤلاء على مغامرتهم متحدين التحذيرات الإسرائيلية التي هددتهم باستخدام مختلف الوسائل لمنعهم من الوصول الى شاطئ غزة. وعارفين جيدا ان السلطات الاسرائيلية لم تتردد في قمع النشطاء الذين يحاولون الاعتراض على بناء الجدار الوحشي الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، وسبق لها أن قتلت بإحدى الجرافات واحدة منهم، هي الأميركية اليهودية ريتشيل كوري، لكنهم بشجاعتهم وتصميمهم على المضي في رحلتهم استطاعوا ان يهزموا العربدة الإسرائيلية، بعدما اصبح المسؤولون في تل ابيب مخيرين بين التعرض للفضيحة أمام العالم أو أن يتراجعوا عن اعتراضهم، فاختاروا تجنب الفضيحة لمواراة الجريمة وإخفاء الوجه القبيح ******* لقد تناقلت وكالات الأنباء ما ذكرته الصحافية البريطانية ايفون ريدلي من انه توجد في غزة عملية إبادة جماعية لا يلاحظها كثيرون.. هل تقصد الزعماء العرب؟.. كانت ايفون واحدة من تلك المجموعة الشجاعة التي ضمت نماذج من البشر جمعتهم النزاهة ويقظة الضمير، وقد استغربت ان تضم راهبة كاثوليكية عمرها 81 سنة وعضوا في البرلمان اليوناني، وشقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وأستاذا اسرائيليا في علم السلالات الانسانية.. الانثروبولوجي.. هو البروفيسور جيف هالير الذي رشح لجائزة نوبل، لمشاركته مع جماعة تهدف الى بناء منازل الفلسطينيين التي هدتها الجرافات الاسرائيلية ******* وذكرت التقارير الصحافية أن يهوديا عمره 84 سنة اسمه هيري ابيشتاين من بين الناجين من المحرقة، كان مقدرا له ان يشارك في الرحلة، لكنه منع لأسباب طبية.هؤلاء أناس شرفاء حقا وأصحاب ضمائر حية لا ريب، ولا أشك في أن أمثالهم كثيرون من النشطاء، في العالم العربي، لكن ما شجع الأوروبيين على أن يقوموا بما قاموا به أنهم يملكون قرارهم ويعيشون في دول ديموقراطية لا تستطيع أن تحاسبهم على ما فعلوه، حتى سفينتاهم اللتان توقفتا في قبرص، رفضت السلطات القبرصية الاستجابة لطلب الحكومة الاسرائيلية منعهما من الابحار، ونقلت الوكالات عن مصدر قبرصي قوله ان القانون يسمح لهم بالمغادرة مادامت وثائقهم سليمة، ولا نستطيع ان ننتهكه ولست أشك في أن السفينتين لو توقفتا في أي ميناء عربي وطلب الاسرائيليون من سلطاته احتجازهما وعدم السماح لهما بمواصلة الرحلة، لنفذ الطلب من دون تردد ******* لقد فعل الناشطون الغربيون ما عجز العالم العربي عن أن يفعله، ونجحوا في كسر الحصار الذي قرره وزراء الخارجية العرب في لحظة تجل قبل أكثر من خمسة عشر شهرا، ثم لحسوا القرار فور صدوره، بحيث لم نعثر له على أثر في اليوم التالي مباشرة، وما تصور أحد أن الوزراء المحترمين يمكن أن يتسلحوا بشجاعة تدفعهم الى فعل شيء مما فعله النشطاء الأوروبيون، فيشكلوا وفدا يحمل المؤن والأدوية الى المحاصرين، والسبب في ذلك معروف، هو أن أولئك الوزراء يمثلون دولا لا تملك إرادتها، وقرار مثل هذا قد تحتمل إصداره والتغني به امام وسائل الاعلام، لكنها لا تملك القدرة على تنفيذه اما الناشطون العرب فإنهم يتعرضون للقمع والسجن إذا فكروا في محاولة من ذلك القبيل، وأمام إحدى المحاكم المصرية قضية اتهم فيها شخص بجمع اموال لمساعدة حركة حماس في غزة، وقد ذكرت قبل عشرة أيام ان احد الناشطين العرب أحضر سيارة محملة بالأغذية والأدوية وأراد إدخالها الى غزة، لكنه محتجز أمام معبر رفح منذ أكثر من شهر، ولم يسمح له بالدخول، وهو ليس وحيدا في ذلك، لأن ما حدث معه تكرر مع العديد من المنظمات والتجمعات ومؤسسات المجتمع المدني العربي ******* إن قطاع غزة ليس وحده المحاصر، لأن الشعب العربي كله محاصر أيضا، وكسر ذلك الحصار الأخير كفيل بفك الحصار تلقائيا عن غزة، ادعوا الله أن يفرج كربنا وكربهم