omar عضو نشيط
عدد الرسائل : 313 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: عالمية الاسلام السبت أكتوبر 11, 2008 5:06 pm | |
| عالمية الاسلام
بقلم : د.أحمد عمر هاشم
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث الي قومه خاصة وبعثت الي الناس عامة) رواه البخاري ومسلم والنسائي. لقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم هذا الحديث في غزوة تبوك وهي آخر غزواته. وخصائصه صلي الله عليه وسلم لا تنحصر في هذه الامور وحدها بل تزيد علي ثلاثمائة كما بين ذلك الأئمة ، والتخصيص بالعدد لا ينفي الزيادة، ولا مانع من كونه اطلع علي البعض أولا ثم علي الباقي بعد ذلك.. وفي اختصاص أمته بذلك احتمالات، رجح بعضهم منها أنهم قد رزقوا منه حظا وافرا، لكن ذكر ابن جماعة: أنه جاء في رواية انهم مثله. وأخرج الامام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: »فضلت علي الأنبياء بست: أوتيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا، وأرسلت الي الخلق كافة، وختم بي النبيون وبينما أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الارض فتجلٌت في يدي« أي ألقيت في يدي. رواه مسلم. وقد أيد الله تعالي رسوله صلي الله عليه وسلم في سائر حروبه فكان يلقي الرعب في قلوب أعدائه من مسيرة شهر، قال الله تعالي: اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان
سورة الانفال (٢١). وجعل الله تعالي الارض مسجدا وطهورا، أما كونها مسجدا فهي صالحة للصلاة فيها وليست الصلاة ممنوعة في أي مكان من الارض، أما غير الرسول صلي الله عليه وسلم فكان لا يصلي إلا في البيع أو الكنائس أما هو وأمته فقد جعلت الارض مسجدا فأيما رجل أدركته الصلاة في أي مكان فإنه يصح أن يصلي في المكان الذي هو فيه، كما جعلت الارض طهورا يمكن لمن فقد الماء أن يتيمم بالتراب الطهور. وأحل الله تعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم الغنائم، وهي التي كان يغنمها المسلمون من أعدائهم في الحرب، وفي شأنها قال الله تعالي: »واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير
سورة الانفال(١٤) ومن الخصائص التي اختص الله تعالي بها رسوله صلي الله عليه وسلم أن الله اعطاه الشفاعة العظمي في يوم القيامة حيث يتمني الناس الانصراف من هول الموقف ويذهبون طالبين الشفاعة من الرسل واحدا بعد الاخر فلا يشفع لهم الا الرسول صلي الله عليه وسلم.. وهذه الشفاعة هي الشفاعة العظمي لجميع الخلائق في الانصراف من الموقف يوم الهول والفزع الأكبر، يوم أن يتمني الناس الانصراف ، وهذا هو المقام المحمود الذي يحمده فيه الخلائق جميعا، وهو الذي ندعو به بعد كل أذان في مواقيت الصلاة حيث نقول مثل مايقول المؤذن كما جاء في الحديث: »إذا سمعتم الاذان فقولوا مثل ما يقول المؤذن ثم سلوا الله لي الوسيلة، فهي منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله فأرجو أن أكون أناهو فمن سأل الله لي الوسيلة وجبت له شفاعتي« وكما ورد أيضا الدعاء بعد الاذان: »اللهم رب هذه الدعوة التامة،والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد«.
قال الامام النووي رحمه الله تعالي: للرسول صلي الله عليه وسلم خمس شفاعات: - الشفاعة العظمي للفصل، -وفي جماعة يدخلون الجنة بغير حساب، -وفي ناس استحقوا النار فلا يدخلونها، وفي ناس دخلوا النار فيخرجون منها، -وفي رفع درجات ناس في الجنة والمختص به من ذلك الاولي والثانية ويجوز الثالثة والخامسة. ونص حديث الشفاعة كما اخرجه الامام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: أتي النبي صلي الله عليه وسلم يوما بلحم فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه فنهش منها نهشة وقال: »أنا سيد الناس يوم القيامة هل تدرون لم ذلك؟ يجمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد فينظرهم الناظر، ويسمعهم الداعي، وتدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ومالا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون إلي ما أنتم فيه إلي ما بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلي ربكم؟
فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم فيأتونه فيقولون: ياآدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك،وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلي ربك؟ ألاتري إلي مانحن فيه وما بلغنا؟ فقال: إن ربي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي أذهبوا إلي غيري،
اذهبوا الي نوح فيأتون نوحا، فيقولون: يانوح أنت أول الرسل إلي الارض وقد سماك الله عبدا شكورا ألا تري إلي مانحن فيه؟ ألا تري إلي مابلغنا؟ ألا تشفع لنا إلي ربك؟ فيقول: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وأنه قد كان لي دعوة دعوت بها علي قومي، نفسي نفسي نفسي اذهبوا الي غيري اذهبوا الي ابراهيم
فيأتون ابراهيم فيقولون ياإبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الارض اشفع لنا إلي ربك، ألا تري إلي ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي نفسي نفسي اذهبوا الي غيري اذهبوا الي موسي
فيأتون موسي فيقولون ياموسي أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه علي الناس، اشفع لنا إلي ربك أما تري الي مانحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لمظ يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي إذهبوا الي غيري اذهبوا الي عيسي،
فيأتون عيسي فيقولون ياعيسي أنت رسول الله وكلمته ألقاها الي مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد اشفع لنا إلي ربك ألا تري إلي مانحن فيه؟ فيقول عيسي: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا، نفسي نفسي نفسي اذهبوا الي غيري اذهبوا الي محمد فيأتون محمدا صلي الله عليه وسلم فيقولون: يامحمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفرلك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلي ربك ألا تري الي مانحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله عليٌ من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه علي أحد قبلي ثم يقال: يامحمد ارفع رأسك واسأل تعط واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يارب، فيقال: يامحمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوي ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده إن مابين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أوكما بين مكة وبصري« رواه مسلم.
| |
|