*** أثار البرنامج الجديد لإدارة الأصول المملوكة للدولة الذي طرحه الحزب الوطني المصري خلال اجتماع المجلس الأعلى للسياسات جدلا واسعا في الشارع المصري وخاصة بعد تصريح جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بأن هذا البرنامج "لن يكون بابا خلفيا لبيع الشركات".ويعتمد هذا البرنامج علي توزيع صكوك مجانية للمصريين فوق 21 عاماً بحيث يكون لهم الحق في التصرف فيها خلال عام واحد فقط و إلا يتم ضمها إلي "صندوق الأجيال القادمة" المزمع إنشاؤه.
أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات في مؤتمر صحفي علي أن البرنامج الجديد هدفه توسيع قاعدة الاستفادة ودعم الكفاءة الاقتصادية، نافياً وجود أي علاقة بين البرنامج والدعم، وأكد علي أن حقوق العمال في الشركات المملوكة للدولة ثابتة ولا تقبل التنازل أو المساومة. ومن المقرر أن يتم توزيع هذه الصكوك من خلال توزيع محفظة أسهم يحصل عليها المواطن مجانا وبأيسر الطرق وأكثرها ضمانا لتحقيق العدالة في التوزيع, وبحيث تكفل ملكية المواطن للمحفظة مطلق الحرية في التصرف فيها, إما بالاحتفاظ بها والاستفادة من عائدها, أو استثمارها في صناديق الاستثمار أو بيعها أو التبرع بها.
تم التأكيد على أنه سيتم التركيز عقب إصدار القانون, ومع حملة التوعية التي سيتم إطلاقها لترك القرار للمواطنين, مؤكدا أنه تم استبعاد فكرة الحظر علي بيع المواطن للصك لأن ذلك يترتب عليه إيجاد سوق سوداء, مشيرا إلي أنه سيتم التعامل معه باعتباره محفظة جامعة لمجموعة كبيرة من الأسهم في البورصة, وسيكون هناك قواعد واضحة في سوق المال.
و سيتم إجراء توزيع مجاني لأسهم الشركات التي يتم تحديدها علي جموع الشعب بأسلوب عادل وذلك طبقا لتحديد الشركات التي سوف تدرج بالبرنامج وتصنيفها لتحديد الحصة التي ترغب الدولة في الاحتفاظ بها واستبعاد الشركات المتعثرة مع استمرار الدولة في تنفيذ برامج إعادة هيكلة تلك الشركات وتأهيلها للتحول إلي شركات قادرة علي المنافس
ومن أكثر الموضوعات التي أثارت الجدل هو إعلان جمال مبارك أن هذا البرنامج "لن يكون بابا خلفيا لبيع الشركات" ليتبادر إلى الأذهان مسألة بيع الشركات، وأنه سيتم وضع ضوابط عديدة لتوزيع الأسهم لكل من يبلغ 21 سنة, وأشار ـ في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده أمس عقب اجتماع مجلس السياسات
المبادئ الحاكمة تحكم هذا البرنامج المتكامل لإدارة الأصول المملوكة للدولة
التي يتفق فيها الحزب مع الحكومة, وتتضمن
1- الحفاظ علي تحسن مؤشرات أداء الشركات العامة
2- تحقيق مبدأ الكفاءة الاقتصادية والارتقاء بها للشركات سواء استمرت سيطرة الدولة عليها أو انتقلت,
3- الحفاظ علي حقوق العمال مما لا يقبل التنازل أو المساومة من جانب الحزب الوطني وحكومته.
4- إيجاد صندوق للأجيال القادمة يستهدف الإسهام في إيجاد موارد من البرنامج لخدمة الأجيال القادمة, خاصة الشباب الذين لم يبلغوا حتى الآن سن21 سنة, مع العمل علي تعظيم هذه الفكرة في المستقبل, وأضاف أن موارد الصندوق سوف تأتي أولا من عوائد البرنامج. سيتم تحويل نسبة من أسهم الشركات المدرجة بالبرنامج إلي الصندوق المصري للأجيال القادمة، وهو صندوق مملوك للدولة يتمتع بشخصية اعتبارية منفصلة ويهدف إلي الحفاظ علي حقوق الأجيال القادمة وتستثمر موارده وعائداته في مشروعات تنموية وفي مجال الرعاية الاجتماعية لأبناء مصر
5- هناك مساواة بين المصريين, في التمتع بالحد ذاته من حزمة الأسهم, مشيرا إلي وجود فترة محددة للتسجيل للحصول علي هذا الحق
6- الاتفاق علي الحاجة إلي تشريع جديد يضع الأسس القانونية لانطلاق البرنامج. وتوقع الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار أن يتم الانتهاء من قانون إدارة الأصول المملوكة للدولة في أكتوبر أو نوفمبر 2009، حيث يستغرق تنفيذه 12 شهرا عقب موافقة مجلسي الشعب والشورى علي مشروع القانون, وسيتم اتخاذ الإجراءات التنفيذية التي تشمل تسليم محافظ الأسهم للمواطنين من خلال منافذ التوزيع التي سيتم تحديدها في كل أنحاء الجمهورية, ومنها أربعة آلاف منفذ للبريد, ومنافذ شركات التأمين, وفروع البنوك. سيتم اتخاذ الإجراءات لمنع التلاعب ومنع تزوير الصك, وأنه في حالة ضياعه أو سرقته لا يمكن تعويضه, وفي الوقت نفسه فإنه علي من يرفض تسلمه لمدة عام من منفذ التوزيع تؤول ملكيته لصندوق الأجيال المقبلة.
7- يشمل البرنامج إنشاء الجهاز المصري لإدارة الأصول وهو جهاز جديد يتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة وتنتقل ملكية الشركات القابضة المنشأة وفقا لأحكام القانون203 لعام 1991 لقطاع الأعمال العام إليه وعددها 155 شركة ويختص بتطوير وإعادة هيكلة شركات قطاع الأعمال العام ومتابعة الشركات التي تساهم الدولة في ملكيتها.
تصنيف الشركات المشاركة فى البرنامج
هذه الشركات تصنف إلي أربع فئات وفقا لنسبة الملكية التي ترغب الدولة في الاحتفاظ بها.
الفئة الأولي
تشمل الشركات التي تحتفظ الدولة فيها بنسبة حاكمة ( 67 %) من رؤوس أموالها وتضم الشركات التي تعمل في قطاعات ترغب الدولة بالاحتفاظ بحصص مؤثرة وحاكمة فيها ومن هذه الفئة شركات الدواء والحديد والصلب والألومنيوم والكوك والسكر والنحاس والأسمدة والأسمنت.
الفئة الثانية
تضم الشركات التي ترغب الدولة في الاحتفاظ بنسبة أغلبية لا تقل عن 51 % من رأسمالها مثل شركات النقل والسياحة وبعض الشركات العاملة في مجال الصناعات التحويلية.
الفئة الثالثة
تشمل الشركات التي سوف تدرج في البرنامج وتحتفظ الدولة بنسبة لا تقل عن 30 % من رؤوس أموالها مثل بعض شركات توزيع السلع والصناعات التحويلية والخدمات.
الفئة الرابعة
تشمل شركات مستبعدة تماما من البرنامج إما لوصولها للحد الأقصى لمشاركة القطاع الخاص أو لتعثرها وبالتالي لن تدخل شركات الغزل والنسيج في هذا البرنامج حيث ستبقي تحت إدارة وملكية الشركة القابضة المعنية لتطويرها وإصلاحها وكذلك الأمر بالنسبة للمجمعات الاستهلاكية الجاري تطويرها.
عملية التداول الصكوك
*** هناك مواطنين سوف يحصلون علي الحزم بالمجان لهم صلة بالدولة عددهم 6.5 مليون مواطن في الحكومة والهيئات والشركات وأرباب المعاشات ويتم ذلك بالتنسيق مع وزارات المالية والتنمية الإدارية والاتصالات,
*** المواطنين الذين لا صلة لهم بالدولة سوف يحصلون علي حزم الأسهم من صناديق البريد وفروع البنوك وشركات التأمين ومنافذ وزارة المالية بالمحافظات, وذلك من خلال نظام سيتم الإعلان عنه ويرتبط بالرقم القومي.