تابعت يوم السبت ٢٧ ديسمبر، عبر الفضائيات العربية وغيرها تداعيات الهجوم الإسرائيلى البغيض على غزة.. وتألمت لعشرات الشهداء من الأطفال والنساء والشباب.. وتألمت للخراب والدمار الذى أصاب العديد من المنشآت الفلسطينية.. واشتد حزنى حين وجدت أن بعض فضائياتنا العربية تلمح -وبعضها يصرح- إلى أن مصر مشتركة رسمياً بالتخطيط والتعاون مع إسرائيل لتنفيذ هذه المذبحة.. وأن زيارة وزيرة الخارجية ليفنى لمصر يوم الخميس كانت لوضع الخطوط العريضة لهذا الهجوم!!
بالله عليكم أما آن الأوان لتتركونا فى حالنا.. وتكفوا عن بث سمومكم لمصر فى كل شاردة وواردة.. ألم يحن الوقت بعد لوقف نزيف الحقد على مصر والمصريين.. قولاً.. وجلداً.. وسباً.. وادعاءات كاذبة.. ولهذه الأبواق المأجورة أقول: راجعوا موقف مصر خلال الأشهر الماضية.. والمناشدات.. والمطالبات.. والرجاء مرة تلو الأخرى.. والرحلات المكوكية للوزير عمر سليمان لإسرائيل وغزة ورام الله.. لوقف نزيف الدم بين الفلسطينيين وبعضهم من جهة.. وبين حماس وإسرائيل من جهة أخرى.. والمطالبة بضرورة وقف إطلاق الصواريخ الخايبة التى لا تصيب أحداً.. ولكن رد الفعل الإسرائيلى دائماً ما يكون عنيفاً.. فهم لا يطلبون سوى حجة ليضربوا فى مقتل.. وحماس دائماً تقدمها لهم!! مع تأكدها أن إسرائيل لديها خرائط كاملة بكل مخابئ حماس ومقارها ومقار زعمائها ومخابئهم وأرقام سياراتهم.. وبإرشاد من الفلسطينيين أنفسهم.. أرجوكم راجعوا الأسباب الحقيقية لتمسك المناضلين القدامى بكراسى الحكم الآن!!
مصر ياسادة ليست بهذا الغباء.. فيلتقى رئيسها الخميس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية.. ثم يتم الهجوم السبت!! لا.. ياسادة لقد خانكم ذكاؤكم هذه المرة.. فلو كان هناك اتفاق من أى نوع لم يكن هناك داع للاجتماع إطلاقاً.. أليس كذلك.. فبالله عليكم ارحمونا من ادعاءاتكم الظالمة دائماً.. وارحموا أنفسكم بموقف صارم صادق.. ومقاومة حقيقية كالمقاومة اللبنانية.. لكى تكسبوا المساندة الحقيقية من العرب.. كما انتزعتها المقاومة اللبنانية بشجاعتها وتماسكها.. وإجبار العدو على التقهقر والخروج من الجنوب اللبنانى.. وكلامى إلى أطفال الحجارة الذين أصبحوا شباباً الآن.. أين أنتم؟!