كتب عكيفا إلدار في صحيفة "هآرتس" أن حزب "كاديما" ليس مفاجأة فقط، وإنما ظاهرة. وأشار إلى أن كثيرين توقعوا أن يندثر هذا الحزب بعد دخول المؤسس شارون إلى حالة الموت السريري، وأن أولمرت قد وصل السلطة بفضل شارون. كما أشار إلى ادعاءات أخرى تقول إن وصول إيهود أولمرت إلى السلطة كان بفضل "إخلاء مستوطنات قطاع غزة بهدوء". والآن تقود ليفني "كاديما" وتفوز على "الليكود" وعلى الحزب الذي أسس الدولة "العمل".
ويتساءل عن النجاحات التي عرضها "كاديما" على الناخب، مشيرا إلى أنه قبل سنتين ونصف تحول مليون إسرائيلي إلى "لاجئين" خلال الحرب الأخيرة على لبنان في تموز/ يوليو 2006، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 160 إسرائيليا، ناهيك عن تقرير لجنة التحقيق "فينوغراد". كما يشير إلى خطة "الانطواء" والمفاوضات مع أبو مازن وقضية البؤر الاستيطانية، والتي لم تكن سوى عناوين في الصحف. علاوة على أن التعهد بتحقيق الأمن لمستوطنات الجنوب عن طريق الانسحاب من قطاع غزة تفجر مع صواريخ "غراد" التي سقطت في النقب، أضف إلى ذلك سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وزيادة قوتها في الضفة الغربية، في حين لا يزال الجندي غلعاد شاليط أسيرا لديها.
كما يشير إلى أن "كاديما" الذي وصل السلطة بسبب اليأس من الصفقات السرية والمكشوفة لمركز الليكود والرغبة بسلطة نقية من الفساد، قد تجاوز بذلك سلسلة التحقيقات مع رئيس الحكومة، وتجاوز إدانة القائم بأعمال رئيس الحكومة حاييم رامون، ولائحة الاتهام ضد وزير المالية السابق أفراهام هيرشزون، ومحاكمة الوزير السابق تساحي هنغبي. أضف إلى ذلك أن القائمة الجديدة أضعف من السابقة، حيث أن المسؤولين "الوسط" وما دون، مثل روحاما أفراهام وإيلي أفلالو، ظلوا في قائمة "كاديما"، بينما بقي أمثال البروفيسور يتسحاك بن يسرائيل والبروفيسور مناحيم بن ساسون خارج القائمة، كما قررت عميرا دوتان الاكتفاء بولاية واحدة في الكنيست.
ويتابع أنه من الصعب فهم انجذاب المصوتين إلى "كاديما"، بيد أنه يشير إلى أنه من المحتمل أن يكون السبب الذاكرة الجماعية القصيرة لدى الجمهور، حيث أن "الانتصار" (الكاتب يورد الانتصار بين مزدوجين) في الحرب على قطاع غزة قد محا هزيمة حرب لبنان. كما يشير إلى أن الذاكرة القصيرة هي التي تجعل كثيرين يستغربون لماذا لم يحصلوا على مغلفين إثنين أثناء التصويت للكنيست، وعليه فلا يمكن توقع من لا يذكر أن التصويت في انتخابات 2003 كان بمغلف واحد فقط، أن يقوم بقراءة البرنامج السياسي للأحزاب أو التمعن بمرشحيه..
ويخلص إلى القول بأن "الكود" السري لكاديما يكمن في المعادلة التي وضعها رؤوبين إدلر وقادت شارون وأولمرت إلى السلطة، ووصلت إلى ليفني، والتي مفادها "أقتل أكثر ما يمكن العرب وتحدث أكثر ما يمكن عن السلام"..