site admin Admin
عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: (عملاء الإنترنت) يشكلون أهم الركائز الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية الإثنين مارس 30, 2009 3:14 pm | |
|
وقائع غريبة نشرتها قبل فترة جريدة (لوسوار) البلجيكية، ربما كانت ستمر مرور الكرام لولا أن مجلة (لومجازين ديسراييل) (المجلة اليهودية الصادرة في فرنسا) نشرت قبل أيام فقط ملفا عن (عملاء الإنترنت!) الذين في الحقيقة يشكلون اليوم إحدى أهم الركائز الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية
بتاريخ 1 مايو 2002 تم الكشف لأول مرة في جريدة (التايمز) عن وجود شبكة مخابراتية تأسس فعلاً في سنة 2001، تحت قيادة ضباط من المخابرات الإسرائيلية وكان يترأسه (موشي أهارون) نفسه، بمعية ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والذي امتد إلى العالم من خلال جملة من المعطيات التي كانت تتركز على نفس الهدف الأول: جمع عملاء شباب لخدمة إسرائيل الكبرى!. وقد تم تجنيد عشرة ملايين عميل في عام واحد
كشف الحقائق 1- هناك شبكة تم الكشف عنها سنة 2001، بالتحديد في مايو 2001. وهي عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وبالتحديد الشباب المقيم في دول المحور (محور الصراع العربي الفلسطيني) من جهة ومن جهة أخرى دول المحور الجنوب أمريكي (فنزويلا، نيكاراغوا... الخ).
** في كتاب (العميل البريء) للكاتب الانجليزي ادوارد ريتشارسون حيث يقول: (العميل المثالي هوالأكثر حنقا على نفسه، هوالكاره لذاته، الذي لا يحمل أي هدف محدد، فتلتقيه في حالة شرود، لتقوده إلى عالمك، ولتصقل شخصيته كما تشاء، بأن تصنع منه عميلاً مثالياً و(بريئا) لمجرد أنه لا يعرف أنه يقدم لك خدمات كبيرة مقابل أن تكون صديقه).
المسألة أخذت منذ سنوات هذا المنحنى المخابراتي انطلاقا من جملة من العناصر التي صارت تتحدد عليها شخصية (العميل) ** من حيث كونه في العادة شخصية معادية للنظام القائم،
** شخصية عادية ليست لديها اهتمامات سياسية لكنها تستطيع أن تعطي معلومات جيدة عن المكان والوضع وهذا شيء مهم أيضاً.
** كل من له قدرة على استخدام الإنترنت لسد وقت الفراغ أو لحاجة نفسية يُعتبر (عميلا مميزا)؛
** دخول العميل المواقع التي تثير الشباب هي التي تمنحهم مساحة من الحوار ربما يفتقدونها في حياتهم اليومية، - لان استعمال الانترنت يضمن خصوصية معينة، بحيث إن المتكلم يحتفظ عادة بسرية شخصه، كأن يستعمل اسما مستعارا، وبالتالي يكون إحساسه (الرمزي) بالحرية أكثر انطلاقا، - لان تركيز الشباب لا يكون على الموقع نفسه، بل على من سيلتقيه للحديث معه (وبالخصوص البحث عن الجنس اللطيف للحوار).
دور المخابرات فى جذب العملاء - كانت دولة مثل إسرائيل في الستينات والسبعينات تصرف الملايين من الدولارات كرواتب لعملاء تعمل على تدريبهم وبالتالي على تهيئتهم للأعمال المطلوبة منهم. ربما في السنوات العشرين السابقة، كان (العميل) شخصا يتوجب تجنيده بشكل مباشر، بينما الآن يبدو (العميل) شخصا جاهزا، يمكن إيجاده على الخط، وبالتالي تبادل الآراء معه ونبش أسراره الخاصة أحيانا، وأسراره العامة بشكل غير مباشر.
- المسألة تبدو الان سهلة بالنسبة لضباط المخابرات الذين ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة، بالخصوص في المناطق الأكثر حساسية في العالم. ولعل أكبر خاصية يمكن اكتشافها في مستخدمي الإنترنت في العالم الثالث هو الحاجة إلى الحوار. فعادة ما يكون مستخدم مواقع (الشات) شخصا يعاني من البطالة اجتماعياً وفكرياً، وبالتالي يسعى إلى سد وقت الفراغ بالبحث عن (أشخاص آخرين) يشاركونه أفكاره.
- يعتقد بعض مستخدمي الإنترنت أن الكلام عن (الجنس) مثلا ضمان يبعد الشبهة السياسية عن المتكلم، بينما الحقيقة أن الحوار الجنسي هو في الحقيقة وسيلة خطيرة لكشف الأغوار النفسية وبالتالي لكشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية الأخرى، لهذا يسهل (تجنيد) العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة جدا والتي تشمل في العادة غرف النوم والصور الإباحية وما إلى ذلك، بحيث إنها السبيل الأسهل للإيقاع بالشخص ودمجه في عالم يسعى رجل المخابرات إلى جعله عالم العميل، أي أفيونه الشخصي!.
- وركن التعارف جلب أطباء وصحافيين مثلما جلب رجال أعمل وموظفين عاديين وعسكريين أيضاً، لهذا كانت المواقع المعنية بالتعارف من أكثر المواقع زيارة في أوروبا وطبعا مفتوحة لاستقطاب شباب من العالم العربي، ومن أمريكا اللاتينية.
- يقول الكاتب الأمريكي رونالد ماكرو في كتابه (عشرة أعوام لكسب الرهان) الذي يتناول فيه وبشكل مباشر الدور الرهيب الذي لعبه الإنترنت في الكثير من المواقع الترفيهية التي كانت تخفي وراءها أسماء عسكرية رهيبة. إن مواقع التعارف عبر الإنترنت هي التي تستقطب الملايين من الناس عبر العالم.
نماذج من مخاطر الانترنت مجلة ( لاتريبون) الفرنسية عرضت أن ضابط الاستخبارات الإسرائيلي (أدون وردان) المعروف في الوسط المخابراتي داخل وخارج إسرائيل هو نفسه (دانيال دوميليو) الذي أطلق موقع ( شباب حر) ( jeunesse_libre) الذي استقطب أكثر من 10 مليون زائر في سنة انطلاقته عام 2003م، وكان هذا الموقع (الذي توقف فجأة بعد أن كشفت صحيفة الصنداي شخصية مؤسسه) كان هذا الموقع من أهم مواقع التعارف والكتابة الحرة التي كان يعبر فيها ملايين الشباب عن (غضبهم) من حكوماتهم،
وبالتالي كان ثمة ضباط من العديد من الدول الذين (اعتقدوا) أنهم يؤدون مهمة إنسانية بالكشف عن أسرار عسكرية في غاية الخطورة، منها ضباط من كوت ديفوار نشروا وثائق خطيرة عن الوضع الأمني الذي تم استغلاله من قبل المخابرات الإسرائيلية في السنة الماضية لمعاقبة فرنسا على موقفها السلبي من الحرب على العراق،
يقول (دونالد ماكرو) بالحرف الواحد: (لقد لعب الانترنت المهمة الأخطر على المستوى العسكري، إذ إن مجرد السؤال في حوار عادي عن الوضع السائد في البلد الفلاني لم يعد بريئاً، لكن ثمة أخصائيين يجيدون طرح الأسئلة بتفادي طرحها بشكل مباشر، ولإجبار الطرف الآخر على طرحها..
الخلاصة ما يهمنا في الحقيقة هو التأكيد أن الانترنت لم يعد نافذة على العالم فحسب، بل صار يشكل وسيلة خطيرة للدخول إلى خصوصيات الآخرين وبالتالي يتم استغلاله لأغراض مخابراتية عسكرية محضة، هذا شيء لا يختلف حوله الناس اليوم أساساً.
عدل سابقا من قبل site admin في الإثنين مارس 30, 2009 3:15 pm عدل 1 مرات (السبب : حذف صورة) | |
|