عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
موضوع: اليورو ذو وجهين: وجه يوحد وآخر "يجزىء" الثلاثاء أغسطس 11, 2009 5:23 pm
ربما يكون اليورو هو العملة المشتركة في 19 دولة أوروبية إلا أنه لا يوجد شيء مشترك في العملات المعدنية في هذه الدول. فعلى جانب كل عملة يورو تظهر خريطة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي كدليل على الوحدة الأوروبية.
ولكن كنوع من الفخر القومي، تضع كل دولة من الدول الـ19 التي تتعامل باليورو تصميما خاصا بها على الجانب الآخر من العملة المعدنية، مما جعل جمع عملات اليورو المختلفة هدفا لهواة جمع الأشياء.
وكثيرا ما كان يتردد هذا السؤال "لقد كنت في فنلندا- فهل لديك عملات يورو فنلندي؟" في كل من النمسا وإيطاليا، بعد أن تولت فنلندا رئاسة الاتحاد الأوروبي في تموز/ يوليو 2006.
والدول الـ19 التي تستخدم اليورو حاليا هي النمسا وبلجيكا وقبرص وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وأيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورج ومالطا وموناكو وهولندا والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وسلوفاكيا وإسبانيا والفاتيكان.
وبحلول نهاية حزيران/يونيو، كان هناك ما يقرب من 85 مليار قطعة نقدية من اليورو في التداول، بلغ مجموع وزنها أكثر من 360 ألف طن، بقيمة 21 مليار يورو "30 مليار دولار". وتعبر التصميمات الوطنية في كل دولة بدرجة كبيرة عن الكيفية التي ترغب الدولة في أن يراها بها الأخرون.
فعلى سبيل المثال، تضع قبرص على العملات المعدنية من فئة 2 يورو صورة معبود من 5 آلاف عام "يمثل إسهام البلاد في الحضارة منذ عصور ما قبل التاريخ". وهذا تأكيد مهم من جزيرة غالبا ما تصور في أوروبا على أنها فقيرة ومقسمة ويسيطر عليها هاجس خلافها مع تركيا.
أما سلوفينيا، التي طالما كافحت من أجل الاعتراف بلغتها، فتضع صورة شاعرها الوطني ومؤلف أول كتاب مطبوع لديها على العملات فئة 1 يورو و2 يورو، لتأكيد استقلالها اللغوي.
وأما البرتغال، التي كثيرا ما تطغى عليها مملكة إسبانيا المجاورة، تسلط الضوء على التاريخ الطويل لعائلتها على العملات المعدنية بها، رغم أنها أصبحت جمهورية منذ أكثر من قرن.
وقد أثار تصميم لعملة من فئة 1 يورو نزاعا دبلوماسيا في الماضي حيث اختلفت أكبر دول أوروبا مع أصغر دولة بها وهي الفاتيكان. وكما هو الحال في جميع الملكيات في أوروبا، تظهر القطع النقدية في الفاتيكان رئيس الدولة وهو البابا. وعندما توفي البابا يوحنا بولس الثاني في نيسان/أبريل ،2005 كان من المتوقع أن تنتظر الفاتيكان حتى يتم اختيار البابا الجديد قبل تصميم عملة جديدة تحمل وجهه.
ولكن بدلا من ذلك، قامت الدولة البابوية على الفور بإصدار سلسلة واحدة من القطع النقدية باللغة اللاتينية وكتب عليها عبارة "مقعد خال"، ثم أصدرت عملة جديدة بمجرد تسمية البابا الجديد بنيديكت السادس عشر. وأوضح مسئولو الفاتيكان أن تلك الخطورة اتخذت "لضمان الاستمرارية من خلال ممارسة سلطة الدولة على سك عملات معدنية" خلال الفترة الفاصلة دون وجود رئيس للبلاد.
إلا أن الدول الأوروبية الأخرى التي تشعر بالقلق من إضافة مزيد من التصميمات إلى التصميمات المتنوعة بالفعل لعملات اليورو انتقدت هذه الخطوة نظرا لأن هذا الأمر قد يتسبب في ارتباك المستهلكين وتسهيل عمل المزورين. وقال مسئول أوروبي رفيع المستوى "لقد كانوا يستهدفون جمع الأموال فحسب" مشيرا إلى أن معظم العملات تم بيعها لهواة جمع العملات ولم يتم إطلاقها للتداول كما تنص قواعد الاتحاد الأوروبي.
وفي شباط/فبراير، وصلت المسألة إلى أعلى مستويات الحكومة الأوروبي حيث التقى وزراء المالية في الاتحاد وأصروا على أن "عملات اليورو المعدنية المخصصة للتداول يجب أن توضع في التداول بقيمتها الإسمية ".
وأوضحت رسالتهم القوية للفاتيكان أن "الفراغ المؤقت أو تولي منصب رئيس الدولة، لا يجوز أن يعطي الحق في تغيير الجانب الوطني من عملات اليورو المعدنية العادية". ولن يتضح مدى تأثير رسالتهم إلا عندما يتم اختيار البابا المقبل. ولكن الجدال يثبت بالتأكيد أنه عندما يتعلق الأمر بسياسات الاتحاد الأوروبي، فإن التغيير البسيط قد يتسبب في مشكلة كبيرة.
الثلاثاء أغسطس 11, 2009 5:23 pm
