عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
موضوع: عالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى السبت أغسطس 15, 2009 7:09 pm
البداية ** فى الثالث من مارس عام ١٩١٩ وفى قرية سنبو الكبرى- مركز زفتى بمحافظة الغربية ولدت سميرة موسى تعلمت سميرة منذ الصغر القراءة و الكتابة، و حفظت أجزاء من القرآن الكريم و كانت مولعة بقراءة الصحف و كانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته.انتقل والدها مع ابنته إلى القاهرة من أجل تعليمها واشترى ببعض أمواله فندقا بالحسين حتى يستثمر أمواله في الحياة القاهرية . التعليم - التحقت بمدرسة «قصر الشوق» الابتدائية ثم «مدرسة بنات الأشراف» الثانوية الخاصة وأثبتت سميرة نبوغا مبكرا فى التحصيل التعليمى وحصدت سميرة الجوائز الأولى فى جميع مراحل تعليمها وكانت الأولى على شهادة التوجيهية عام ١٩٣٥ وبعد اجتيازها التعليم الثانوى - اختارت سميرة موسى كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، حينما كانت أمنية أي فتاة في ذلك الوقت هي الالتحاق بكلية الآداب - لفتت نظر أستاذها الدكتور مصطفى مشرفة، أول مصري يتولى عمادة كلية العلوم. تأثرت به تأثرا مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية في شخصيته - تخرجت سميرة وكان ترتيبها الأول على دفعتها وعينت معيدة بكلية العلوم ودافع عن تعيينها د.مصطفى مشرفة بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة (الإنجليز)
اهتماماتها النووية - حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، - حصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة. - سافرت سميرة موسى إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا لتدرس فى جامعة «أوكردج» بولاية تنيسى الأمريكية، وفى أحد الأيام استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا فى عام ١٩٥٢، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث فى معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى الأمريكية،
هواياتها الشخصية كانت د. سميرة مولعة بالقراءة. وحرصت على تكوين مكتبة كبيرة متنوعة تم التبرع بها إلى المركز القومي للبحوث حيث الأدب والتاريخ و خاصة كتب السير الذاتية للشخصيات القيادية المتميزة. أجادت استخدام النوتة والموسيقى وفن العزف على العود، كما نمت موهبتها الأخرى في فن التصوير بتخصيص جزء من بيتها للتحميض والطبع وكانت تحب التريكو والحياكة وتقوم بتصميم وحياكة ملابسها بنفسها.
اهتماماتها السياسية ** تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبنى فكرة السلام لا بد و أن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة. **نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم توصلت في إطار بحثها إلى معادلة لم تكن تلقى قبولاً عند العالم الغربي
اهتماماتها الذرية في المجال الطبي **كانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: «أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين». كما كانت عضوا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة و الوقاية من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية. **قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 . **حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي
نشاطاتها الاجتماعية و الانسانية ** شاركت د. سميرة في جميع الأنشطة الحيوية حينما كانت طالبة بكلية العلوم انضمت إلى ثورة الطلاب في نوفمبر عام1932 والتي قامت احتجاجا على تصريحات اللورد البريطاني "صمويل". **شاركت في مشروع القرش لإقامة مصنع محلي للطرابيش و كان د. علي مشرفة من المشرفين على هذا المشروع. **شاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة والتي هدفت إلى محو الأمية في الريف المصري. جماعة النهضة الاجتماعية والتي هدفت إلى تجميع التبرعات؛ لمساعدة الأسر الفقيرة. ** انضمت أيضًا إلى جماعة إنقاذ الطفولة المشردة، و إنقاذ الأسر الفقيرة. **شاركت فى جمعية الطلبة للثقافة العامة والتى هدفت إلى محو الأمية فى الريف المصرى.
اغتيال الدكتورة سميرة موسى تلقت عروضاً لكى تبقى فى أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية فى ضواحى كاليفورنيا فى مثل هذا اليوم (١٥ أغسطس) من عام ١٩٥٢م، وفى طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقى بها فى واد عميق، قفز سائق السيارة، زميلها الهندى فى الجامعة الذى يقوم بالتحضير للدكتوراه والذى اختفى إلى الأبد
وقد أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها وما زالت قصة مصرعها غامضة إلى الآن، إلا أن أصابع الاتهام مازالت تشير إلى تورط الموساد فيه كانت تقول لوالدها في رسائلها: «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة». علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات و من ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.
في آخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا و عندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان و سأستطيع أن أخدم قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة. لا زالت الصحف تتناول قصتها وملفها الذي لم يغلق، وأن كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن الموساد، المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلى مصر والعالم العربي في تلك الفترة المبكرة
مؤلفاتها تأثرت د. سميرة بإسهامات المسلمين الأوائل كما تأثرت بأستاذها أيضا د.علي مشرفة و لها مقالة عن الخوارزمي ودوره في إنشاء علوم الجبر. لها عدة مقالات أخرى من بينها مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية أثرها وطرق الوقاية منها شرحت فيها ماهية الذرة من حيث تاريخها وبنائها، وتحدثت عن الانشطار النووي وآثاره المدمرة وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.