أسف الاستشاري على حال أجيال ذكور المستقبل، وفسر ذلك بأنه لا أريد ان أخوف الشباب ولكنني من واقع الخبرة والدراسات أشير إلى ان نسبة الخلل في الخصوبة ارتفعت بحيث وصلت باعتقادي إلى 50% وذلك بفعل العوامل المؤثرة الكثيرة التي دخلت على حياة الشباب، منها:
السمنة، التدخين، أسلوب الحياة الكسول، النظام الغذائي. فلا يخفى هنا بأن أسلوب الحياة المعاصرة تغير عن السابق، ففي السابق كنا نتناول الأغذية بشكلها الطبيعي مثل الخضروات والفاكهة واللحوم والألبان. أما الآن، فلا نعلم ماذا يوجد في هذه المنتجات، فقد تكون تعرضت للحقن بالهرمون أو الرش بمواد كيميائية أو حتى تم تغذيتها (سواء علف أو سماد) بمواد هرمونية، وهي كلها ستدخل إلى أجسامنا وتؤثر بالسلب على الخصوبة. وكل ما يعمل حاليا يكون له تأثير سلبي على الخصيتين وهو ما يعلل ارتفاع نسبة انخفاض خصوبة الرجال من السابق 10% لتصل حاليا إلى 50%.
الجينز كارثة: كما ان لباس الرجل الحالي يعد كارثة وبخاصة البنطلون الجينز، لكونه يسبب حشر الخصيتين ولصقهما بالجسم، مما يرفع من حرارتهما. وأضاف الاستشاري: «لو كان الخالق سبحانه أراد ان تكون حرارة الخصيتين مثل حرارة الجسم، لوضعهما بأمان داخل الجسم، ولكن جعلهما في كيس خارجي حتى يحافظ على انخفاض حرارتهما بمقدار درجة واحدة عن حرارة الجسم. ولذلك ففي كيس الصفن عضلة لديها ثرموستات تقيس الحرارة، وبالتالي فعندما يكون الجو باردا تنكمش العضلة ليقرب الخصيتين من الجسم للتدفئة وفي الحر تتمدد لتبعد الخصيتين عن حرارة الجسم المرتفعة. وهو ما يتحكم ويحافظ على حرارة الخصيتين بشكل سليم.
أما ما يلبس حاليا من ملابس ضيقة أو الحابسة للحرارة كالجينز والملابس الداخلية النايلونية التي تجبر الخصيتين على الالتصاق بالجسم ليلا ونهارا وترفع من درجة حرارتهما تحارب طبيعتهما وتؤثر على السائل المنوي.
حرارة السيارة والكمبيوتر : واضاف: «من العوامل المؤثرة أيضا هو ركوب السيارة وهي بحرارة عالية والجلوس على كرسيها الحار الذي يعمل على شواء الخصيتين، ففي ربع الساعة الذي يستغرقه الوقت لتبريد السيارة تكون حرارة الخصيتين قد ارتفعت كثيرا وبشكل مؤثر. ولا انسى هنا ذكر استخدام الكمبيوتر النقال (اللاب توب) الذي يضعه البعض مباشرة على الحضن وفوق الخصيتين وينسى تأثير سخونة قاعدة الكمبيوتر على خصيتيه. بالإضافة إلى ذلك، فتصدر عن الكمبيوتر إشعاعات كهرومغناطيسية لها عدة تأثيرات ضارة على الجسم، ولذا فيجب عدم وضعه مباشرة عليه».
التدخين : أما من ناحية الرجل، فيعتبر العجز الجنسي أو ضعف الانتصاب هو الأثر الأكثر خطرا للتدخين على الحياة الأسرية. حيث أثبتت الدراسات بما لا يدع مجالا للشك أن المدخنين أكثر بمرتين عرضة للضعف الجنسي من غيرهم. وأن التدخين السلبي يزيد من الاضطرابات الجنسية. وفي دراسة أميركية أجريت على أشخاص أصحاء بدأوا التدخين، اتضح انه بعد مرور ثماني سنوات من التدخين وعلى الرغم من عدم إصابتهم بأمراض القلب أو السكر إلا أنهم عانوا من نوبات ضعف جنسي وصل أحيانا إلى العجز الكامل. كما ارتبط التدخين بانخفاض شديد في ضغط الدم الواصل للقضيب. وقامت الدراسة بتصنيف عجز المدخنين وفقاً لعدد السجائر اليومية.ووجدت أن المدخنين الشرهين (40 سيجارة فأكثر يوميا) يسجلون الأضعف انتصابا.
منشطات ومضخمات للجسد : شدد الاستشاري على خطورة ما يتناوله بعض الشباب من عقاقير ومواد بهدف بناء الجسم أو التضخيم وابراز العضلات أو حتى للتنحيف. لكون هذه المستحضرات قد تحتوي على مواد هرمونية يعتبرها شخصيا قاتلة للخصوبة. وبين قائلا: «فالمشكلة التي لا يعيها البعض، ان تناول هذه المواد أوصل بعض الحالات التي شهدتها بنفسي للحصول على نتائج متدنية جدا للسائل المنوي. وقد تصل به حالة الضرر الذي أحدثه لوظيفة جهازه التناسلي إلى انعدام وجود الحيوانات المنوية (لا يوجد أي حيوان منوي في العينة). وهي حالة لا يمكن علاجها. واكرر بأنه حتى لو اقتنع البعض بأنهم يتناولون مستحضرات بروتينية فقط، فما هو الدليل على أنها ليست مخلوطة بمواد هرمونية، وإلا فلم لا يكتفي بالحصول على البروتين من مصادره الغذائية كالبيض واللحوم».
سن ليس للرجال : يمكن تسمية الأعراض التالية بأعراض «سن اليأس للرجال». وتتعدد هنا أسباب هذه المرحلة، إلا ان السبب الأساسي يكمن في اتباع الرجال للعادات السيئة التي تدهور صحتهم، بينما ينسب جزء للانخفاض التدريجي لهرمون الذكورة. ومن أهم العادات السيئة:
- تعاطي الخمور.
- التدخين.
- ارتفاع التوتر.
- الخلط بين أنواع من العلاج وغير موصوف من قبل الطبيب.
- أنواع من علاجات الأمراض المزمنة، مثل عقاقير علاج ارتفاع الضغط (احرص على قراءة الأثر الجانبي للعلاج).
- نظام غذائي سيئ.
- الافتقار إلى ممارسة التمارين الرياضية.
- مشاكل نفسية وضغوط عصبية.
تأثير الموبايل : أكدت نتائج الدراسات التي تم إجراؤها بشكل مكثف في السويد وألمانيا ودول اوروبا عموما حدوث انخفاض في عدد الحيوانات المنوية عند الرجال نتيجة لتعرضهم لعدة عوامل متعلقة باستخدام الأجهزة التي تصدر إشعاعات كهرومغناطيسية، مثل الكمبيوتر والموبايل وبخاصة لو تم وضعها قريبة من أعضائهم التناسلية، مثل وضع الموبايل في الجيب السفلي. وعلق الاستشاري قائلا: «وأنا شخصيا اخشى من تأثير الموبايل، وان لم أكن استخدمه فغالبا ما أضعه بعيدا عني بمسافة متر واقلل من فترة استخدامه المتواصل. لان دراسات عديدة بينت تأثيراته الضارة على القلب والدماغ والجسم عموما. ولا يغفل هنا ذكر بان هذه الإشعاعات تصدر من محولات الكهرباء ومن الأسلاك والكابلات والأدوات الكهربائية حتى ولو كانت مغلقة».
العلاج :ينصح الأطباء من بلغوا سن الأربعين بالمراجعة الطبية الدورية لتقييم الحالة الصحية العامة ومعالجة أي خلل فور اكتشافه. ويمكن هنا البدء بالعلاج الهرموني للتعويض عن النقص الهرموني والتغيرات المرافقة لها. وقد شدد أيضا الأطباء على ضرورة الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وضبط الوزن ضمن الحدود الطبيعية وتناول الغذاء الصحي والمتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته والذي يمنع من الإصابة بالاضطرابات المختلفة. بيد أن الأهم هو عدم التردد في استشارة الطبيب لدى حدوث أي اضطراب، لأن التشخيص المبكر مهم في تحقيق النتائج الجيدة.