كشف رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، النقاب عن سعي السلطة الوطنية للتوجه لمحكمة العدل الدولية لاستصدار قرار بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وإلى جنيف للمطالبة بتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب.
وقال عريقات في تصريحات صحافية عقب مباحثات أجراها اليوم، مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس جهاز المخابرات الوزير عمر سليمان, أن السلطة تعمل على عدة اتجاهات لإنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية '.ونفى عريقات صحة الأنباء التي ترددت عن نية السلطة الوطنية الفلسطينية الدعوة لعقد قمة عربية طارئة على مستوى الرؤوساء والملوك لبحث التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران/1967م.
وأضاف ' نحن نجري التنسيق مع الاشقاء بهدوء، ولا يوجد نية لعقد هذه القمة، فنحن نتحرك تطبيقا لقرار عربي، وهو قرار لجنة مبادرة السلام العربية في اجتماعها الأخير في الجامعة العربية بخصوص التوجه لمجلس الأمن لطلب ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، ومن هنا ننسق مع كل الأشقاء لننفذ هذا القرار ودون تسرع حتى نصل إلى النتائج المطلوبة '.
ولفت عريقات إلى وجود اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية لدعم هذا التوجه وبخاصة مجموعة عدم الانحياز، والمجموعة الأفريقية، واللاتينية، والولايات المتحدة، وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوروبي، وغيرها من الجهات.وأوضح أن الجهود لا تقتصر حاليا على التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار بإقامة الدولة الفلسطينية، بل أن السلطة الوطنية تعمل للتوجه لمحكمة العدل الدولية لاستصدار قرار بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، وكل ما يتضمنه ذلك من اعتداء على الممتلكات وهدم للبيوت، وإقامة المستوطنات وسرقة الاراضي، وإقامة الجدار، وسرقة المياه، وتلويث للبيئة، واعتداء على المقدسات وتهويد للقدس، وغيرها.
وقال أن السلطة سنتوجه إلى جنيف للمطالبة بتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، بما يضمن تطبيقها على الأراضي الفلسطينية، وتوفير الحماية لأبناء شعبنا ضحايا العدوان الإسرائيلي. وبشأن عملية السلام، شدد عريقات على ضرورة التزام إسرائيل أولا بوقف الاستيطان من ضمنه النمو الطبيعي، موضحا أن في حالة استئناف المفاوضات لاحقا يجب أن تبدأ من النقطة التي انتهت عندها، وليس من الصفر.
وثمن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، جهود القيادة المصرية، والرئيس محمد حسني مبارك الداعمة للقضية الفلسطينية على كل المستويات, مضيفاًَ ' كما تعلمون مصر لديها ثقلها، وعلاقاتها مع مختلف الأطراف المعنية بعملية السلام سواء الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو أوروبا، أو روسيا الاتحادية، وغيرها من الأطراف، ونحن بدورنا نسعى دائما لتعزيز التنسيق مع الأشقاء العرب، ومع مصر، ونحن نقدر وقفة الأشقاء معنا في مختلف المجالات '. وبخصوص الحوار الوطني الذي ترعاه القاهرة، قال عريقات: للمصالحة بوابة واحدة وهي مصر، والجهود المصرية في هذا المجال مدعومة بعدة قرارات من مجلس جامعة الدول العربية.
وأضاف: يجب التذكير بأن حركة فتح وقعت على ورقة المصالحة التي أعدتها مصر، وأنه مطلوب من حماس القيام بذات الخطوة، لنبدأ بعد ذلك بالخطوات المطلوبة لإنهاء أزمة الانقسام التي أضرت كثيرا بالقضية الفلسطينية.
وكان عريقات قد بحث في لقاءين منفردين بالقاهرة، مع أبو الغيط وسليمان، وبحضور سفير فلسطين في مصر د.بركات الفرا، الوضع العام في الأراضي الفلسطينية، وملف المصالحة، والتوجه لمجلس الأمن لترسيم حدود الدولة الفلسطينية، والمسائل المتعلقة بوقف الاستيطان، وعملية السلام بشكل عام.