من كتاب : مجالس المؤمنيين
فاطمة بنت رسول الله –رضي الله عنها-
الحمد لله المتعال، ذو الجلال والعزة والكمال، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى الآل .
*** هي فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، سيدة نساء العالمين في زمانها ، البضعة النبوية، والجهة المصطفوية، بنت سيد الخلق-رسول الله صلى الله عليه وسلم – أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وأم الحسنين . ولدت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بفترة قليلة ، وتزوجها رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بعد وقعة أحد، وأنجبت منه الحسن والحسين ومحسناً وأم كلثوم ، وزينب .
*** كانت مشية فاطمة بنت محمد كمشية أبيها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها حباَ شديداًَ ويكرمها غاية الإكرام، وإذا أقبلت عليه قام إليها وحياها وأجلسها عن يمينه أو شماله . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب لغضبها ، فلما عزم علي بن أبي طالب على نكاح بنت أبي جهل أتت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم [خطيباً ثم قال :] ( أما بعد فأني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد ) فترك علي الخطبة . وعند مسلم : ( فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها ) . ثم إن علياً رضي الله عنه لم يتزوج عليها ولم يتسَّر، حتى توفيت فاطمة رضي الله عنها .
*** ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت من أعظم الناس مصاباً ، قال أنس : قالت فاطمة عليها السلام وا كرب أباه فقال لها –رسول الله صلى الله عليه وسلم -: ( ليس على أبيك كرب بعد اليوم ) فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب .
*** ومن مناقبها العظيمة أنها سيدة نساء الجنة ، قالت عائشة رضي الله عنها : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مرحبا بابنتي ) ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت أسر إلي إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فبكيت فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك .
***توفيت رضي الله عنها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، وصلى عليها علي بن أبي طالب . رضي الله عنها وأرضاها .
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .