زواج الصالونات ينتصر وزواج الحب ينتحر
رغم انفتاح المجتمع وسهولة الالتقاء بين الشباب والفتيات في مناسبات عديدة وتيسير التعارف بينهم ، إلا ان الزواج التقليدي أو زواج الصالونات كما يطلق عليه قد أصبح الآن يشهد ازدهاراً يشبه الظاهرة فالشباب يفضلونه وبعض الفتيات يثقون به بحجة الطريق المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين ، وأن زواج الصالونات مضمون أفضل من زواج الحب الذي قد ينتهي إلي الفشل بحسب بعض الدراسات
حول زواج الصالونات وزواج الحب نطرح القضية على عدد من الشباب جاءت أرائهم كالتالي :
أولا: زواج الصالونات
1- يقول عيسى أحمد الحمد لله تعالى أنا متزوج زواجاً تقليدياً، والحمد لله تعالى حياتي سعيدة للغاية وبما تعنيه الكلمة من معنى ، وأنصح الشباب والشابات بالبعد عن الزواج المبني على الحب والعشق الخرافي ، فكثير من الزيجات المبنية على الحب فشلت وانهارت وتم الطلاق، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ، ورغم ما يقال عن الزواج التقليدي ، إلا إنه يبقى الحل الصحيح وخاصة للمجتمع العربي عامة والخليجي خاصة ، والزواج غير التقليدي نهايته الفشل والحب يأتي بعد الزواج وليس قبل الزواج وكما يقول المثل 'اسأل مجرباً ولا تسأل طبيبا'.
2- وتري فجر شهاب أن الزواج عن طريق الأهل " الزواج التقليدي " ناجح أكثر مما يعرف بالزواج الحديث، والسبب أن الحب الحقيقي لا يأتي إلا بعد الزواج، والزواج التقليدي تكون فيه فترة خطبة، وهي كافية بحيث تمكن الطرفين من معرفة بعضهم البعض خلالها، ناهيك عن أن الشاب لا يثق بالفتاة التي تعرف عليها قبل الزواج وزواجه منها يكون مجرد إشباع رغبة وعندها ينتهى الأمر، ومن هنا نرى أن نسبة الطلاق هذه الأيام كبيرة لأنه يتم لأتفه الأسباب.
3- ويرى أشرف ناجي أن الزواج التقليدي هو الأنسب لعدة أسباب يذكر بعضها قائلاً:
يحفظ للزوجة حقوقها فهو أفضل من أي زواج آخر، ويعطيها حقها من التكريم والمهابة عند الطرف الآخر لأنه يكون بمثابة عقد وقع عليه كل الأفراد بالموافقة والمباركة.
أما من ناحية الزوج فإنه فرصة لتنفيذ كلام الرسول الكريم 'تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس' فاختيار الزوجة لا يكون فقط كاختيارك لامرأة أعجبتك ولكنه اختيار لعائلة يحمل أبناؤك اسمها بحسناتها وسيئاتها، هذا الزواج مبني أساساً على تحكيم العقل في الاختيار، لكن ذلك لا ينفي وجود درجة من القبول المبدئي العاطفي بين الطرفين أو ما نستطيع أن نطلق عليه الإعجاب ، واعتقد أن الزواج المبنى على هذه الأسس تكون نسبة النجاح فيه واستمراره أعلى من الزواج المبني على الاختيار العاطفي فقط ، وأظن أنه في ظل صعوبة متطلبات الزواج في هذا الوقت الذي نعيش فيه يتجه أغلب الشباب للزواج التقليدي لأنه أضمن نجاحاً وأكثر استقراراً، ومع المعاشرة الطيبة يقوى الارتباط العاطفي بين الزوجين.
4- تبدأ تهاني حديثها بأن الزواج من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان لما فيه من السكن والرحمة والراحة النفسية، مشيرة إلى أن وجهة نظرها الشخصية هي أن هناك مجموعة من الأركان التي من شأنها أن تساعد في إنجاح الزواج بشكل كبير وهي التقارب في السن مع تأكيد نضج الزوجين حين يتم الزواج، ووجود فترة معقولة لتعارف الزوجين حتى يتسنى لكل منهما معرفة مبادئ الآخر وطريقة تفكيره، فإذا توافر القبول بين الشخصين فمن الممكن أن ينجح هذا الزواج بنسبة كبيرة تفوق أحياناً الزواج بعد قصة حب ، فالحب يكون لدى بعض الأشخاص أحياناً أداة لتجميل الآخر وتنقيته من كل أنواع العيوب، مما يجعله يصطدم بصخرة الواقع المرير بعد الزواج.
زواج الحب
1- تقول سهي - حيث أنها تعيش حالة حب - : إن زواج القلب ينجح دائماً أكثر من زواج العقل ، وذلك لأنه يأتي بعد حب كبير جداً مع الشخص الذي تمنيت أن يكون زوج المستقبل وأب لأولادي ، كما أننا لو نظرنا لها بنظرة علمية سوف نجد أن الحب دائماً يقوي الزواج ويدفعه إلى الأمام ، ويقف أمام المشاكل الصعبة التي تهدد الزواج ، ويكون مستمر دائماً .
2- ويؤكد علي العلي : أن الزواج التقليدي فكرة فاشلة لا تنفع في تشكيل أسرة ناجحة وأنه شخصياً غير مقتنع بفكرة قيام الأهل باتخاذ قرار زواجه ، ويشجع زواج القلب والحب ، ويروي تجربته قائلاً بحسب صحيفة " القبس" فيقول :
خطبت فتاة وعقدت قراني عليها لكن لم يحصل التوافق بيني وبينها فاخترنا الانفصال ولو كان ما حدث معي تم بالطريقة التقليدية لما استطعت أن أتجنب الخطأ ، فأنا أؤمن بضرورة أن تكون إرادة الشخص الذاتية وحبه الكبير للفتاة الذي يختارها وراء الزواج الناجح .
3- أما علي طعمة فهو لا يؤيد الزواج بالطريقة التقليدية لأنه يؤدي في رأيه في المستقبل إلى تفكك الأسرة ، لأن الزوج والزوجة يكونان بعيدين عن فهم بعضهما، وفي رأيه أن الزواج التقليدي هو اعتداء على حرية اختيار شريك الحياة، ويضيف أن الزواج التقليدي في هذا الزمن يتلاءم مع الناس الذين لا يزالون يعيشون الزمن الماضي ، وقد يكون هذا الارتباط سهل جداً ، لكن عيوبه كثيرة لأن الزوجين سيحاولان بقدر الإمكان إخفاء عيوبهما ولن يتعرفا على هذه العيوب إلا بعد الزواج ووقتها لن ينفع الندم ، موضحاً أنه لا يعترف بهذا النوع من الزواج، لأن أهم شيء في الزواج هو التوافق والقبول بين الشاب والفتاة ، وأفضل الزواج هو المبني على المعرفة السابقة وأالمبني أيضاً علي الحب ، فالزواج التقليدي في معظم حالاته مجرد من المشاعر ومبني على الحقوق والواجبات ، كما أن الواجبات الزوجية المختلفة يجب أن تتم من منطلق الحب وليس من منطلق الواجب.
4- وتشير الاختصاصية الاجتماعية ليلى الهلالي إلى أن " الشاب والفتاة، هما صاحبا الكلمة الأخيرة في مشروع الزواج " مضيفة لا الأم ولا الشقيقة ولا الأب يملكون الحق في اتخاذ هذا القرار، فتكوين أسرة وزواج ناجح يرتبطن بتوافق الشريكين المعنيين على إتمامه.
وتوضح الهلالي لا ننكر دور الأسرة في مباركة هذا القرار، ولكن يجب أن يأتي دورها بعد القبول من الطرفين الرئيسيين ، وأن يأتي اليوم الذي تعطي فيه الأسرة أبناءها حقهم الشرعي في اختيار نصفهم الثاني .
زواج العقل والقلب معا
علي الجانب الآخر هناك من يؤيد فكرة أن يتفق القلب والعقل معاً علي اختيار شريك الحياة فلا يكون لاحدهما الغلبة وإنما يكون الاختيار باتفاق القلب والعقل معاً
1- تقول مني صلاح أن الزواج الناجح لابد أن يكون قائم على الاثنين معاً فلا يكفي القلب وحده ولا يكفي أيضاً العقل وحده لأن كلاهما مهمان للوصول إلى طريق الحب الحقيقي والاستقرار في الحياة ، فمن وجهة نظرها أن الحب وحده يتحول إلى عشره بعد الزواج ودوام الحال من المحال وفي نفس الوقت العقل وحده لا يكفي لأنه يساعد في تقوية هذا الحب والوقوف أمام مشاكله .
2- يذكر محمد ابراهيم أن مقياس النجاح في الزواج يتوقف على الزوج والزوجة معاً ، وليست على طريقة الزواج سواء كانت بالقلب أو العقل ، فهناك الكثير من الزيجات الفاشلة رغم الحب الشديد قبل الزواج، وهكذا ينطبق على زواج العقل ، فقد يكون موفق في بعض الأحيان والبعض الأخر ينتهى بالفشل ، وأرى أن مقياس النجاح الحقيقي في الزواج يبني على الاثنين وليس واحد بمفرده.
3- يبين أحمد الريس أن مسألة اختيار الزوجة مسألة مهمة جداً، فهناك من يفضل أن يكون اختياره مبنياً على قصة حب ، والبعض الآخر يعتمد علي اختيار الأسرة، موضحاً أن الزواج الناجح أو اختيار شريكة الحياة لابد أن يكون نتاج عنصرين مجتمعين، وهما الشعور بقبول الطرف الآخر وهو ما يطلق عليه الحب، والعنصر الآخر هو العقل ومعرفة الطرف الآخر من جميع النواحي ، ولابد من أخذ رأي الأسرة في هذا الاختيار ووضعه محل اعتبار في التقييم النهائي لشريك الحياة ، فالاكتفاء بجانب واحد دون الآخر ستكون نتيجته حياة مملة أو زواج فاشل ينتهي بالطلاق.
الرأى الرابع
تذكر الدكتورة عبير فهمي أن الزواج مشروع لا ينفع فيه لا قلب ولا عقل ونجاحه لا يخضع لأية مقاييس ثابتة أو معايير علمية ، فربما زواج تتوافر فيه كل شروط ومقومات النجاح لكنه يفشل وينتهي بالطلاق وربما زواج لم تتوافر فيه أي صفة تؤهله للاستمرار ومع ذلك يكتب له الاستمرار ، فلا زواج العقل مضمون ولا زواج القلب كذلك ، لكن الأفضل هو أن يكون زواج القلب بوصاية العقل بمعني أننا حين نحب ونختار بقلوبنا قد يؤسرنا القلب فنسير ورائه ولا يكون للعقل مكان أو العكس قد نختار بعقولنا ويكون الزواج بمثابة عملية حسابية قائمة علي المكسب والخسارة ، فالزواج في النهاية لا قلب ولا عقل لكن قسمة ونصيب