تشكل الأسرة بمفهومها الفطري (أب وأم وأبناء) ركيزة أساسية لكل الحضارات التي شهدتها البشرية، هذه الأسرة تتعرض للانقراض لحساب أنماط من العلاقات الشاذة بين الرجال والنساء ينتج عنها أطفال بلا زواج، ينشئون بعيداً عن محاضن الأسرة، ففي الولايات المتحدة أصبح الزواج موضة قديمة، حيث أظهر تقرير أصدره مركـز دراسات الزواج بجامعة "روتجرز" ارتفاع نسبة الأمهات اللاتي ينجبن أطفالاً بدون زواج إلى أرقام قياسية، بالإضافة إلى زيادة حالات الطلاق. فقد أصبح الأمريكيون أقل رغبة في الزواج. وقالت "بربارة دافو وايتهد" المديرة المشاركة للمركز: لا يوجد مجتمع أحرز تقدماً ونجح في تربية ورعاية أجيال جديدة بدون زواج.
وأشار التقرير إلى افتقار زيجات أمريكية كثيرة إلى السعادة، وقال: إن الزواج مؤسسة اجتماعية أساسية لرعاية الأطفال وتربيتهم، وهو يسهم في الصحة البدنية والعاطفية والاقتصادية للأمة ككل.
وقد أرجع الخبراء عزوف الأمريكيين عن الزواج إلى عدة أسباب، منها: انتشار العلاقات الجنسية الحرة، وزيادة عدد النساء في سوق العمل؛ الأمر الذي قلل اعتمادهن على الأزواج. واتهم الخبراء الحكومة الأمريكية بالإسهام في الأزمة خلال الأربعين عاماً الماضية؛ بسبب سياستها في اعتبار الزواج عقوبة يدفع عنها المتزوجون ضرائب أكثر من غيــر المتزوجين.
وفي سويسرا أشارت الإحصاءات الرسمية الخاصة بالسكان إلى تدني نسبة الزواج لدى السويسريين، بينما ترتفع نسب الطلاق بينهم. وأوضح المكتب الفيدرالي أن الزواج سجل انخفاضاً بنسبة 2%، وفي المقابل واصلت نسبة الطلاق ارتفاعها حتى بلغت 40%. وإذا ما استمرت الظروف الحالية على ما هي عليه فإن 42 زواجاً من كل 100 زواج يعقد حالياً سينتهي يوماً ما بالطلاق.
وفي روسيا أظهر تقرير (أعدته هيئة الإحصاء الحكومية الروسية) أن نسبة الأطفال غير الشرعيين ارتفعت من 13.5% إلى 27%؛ وهو ما أزعج الخبراء، لا سيما أن هذه النسبة ترتفع بين الفتيات اللاتي لم يبلغن سن الثامنة عشرة.