seham
عضومميز
عدد الرسائل : 477
تاريخ التسجيل : 21/10/2007
 | موضوع: رواية "طرح النهر"  الإثنين نوفمبر 26, 2007 8:57 pm | |
| رواية "طرح النهر" يعد البطل الرئيسي في رواية "طرح النهر" للكاتب حاتم رضوان ، التي يناقشها اليوم نادي القصة المصري ، هو نادر المولود عام 1962 والذي يشكل مركز السرد، ليس لأنه يشغل مساحات كبيرة من السرد فحسب،وإنما لأن الأحداث تروي غالبا من وجهة نظره، كما أن الشخصيات الأخري تكتسب هويتها من علاقتها بنادر، فحسن البمبي ليس إلا صديق نادر، وإيمان ليست إلا حبيبة نادر، وعم جاد ليس إلا الأب المأمول بالنسبة لنادر.وفي بداية الرواية – - يعود نادر إلي طريق الكورنيش في مدينته الريفية بعد تردد، وبعد مجازفة بتحمل استعادة تذكارات ارتبطت بهذا الطريق، سواء تلك التي شاركه فيها صديقه حسن، أو تلك التي تستدعيها شجون التذكر وأعني بها تذكارات ترتبط بإيمان عبد المجيد زميلته في الكلية القاهرية. ويبدو النهر في الرواية كأنه نقطة تلاقي وافتراق في الوقت ذاته، تتجمع المياه لتنسال بين الشقوق تروي عطشا ثم تؤوب مرة أخري لتتجمع في النهر. ويبدوالفقدان - كأنما هو هذا النهر، حيث يبدأ نادر وحسن حياتهما بفقدان ، فقد توفى الأب، الذي سوف يكون مبعث اليتم لهما، ويكون هذا الموت محور حواراتهما ودافع التقائهما، وحميم علاقتهما، غير أن كل منهما يتعامل مع فقدان الأب بطريقته،- نادر الشاعر الحزين يخلق منه أسطورة، بينما يتعامل حسن مع الفقدان بشكل أكثر عملية.وبسبب هذا الفقدان للأب أن يندفعان نادر وحسن إلي التقوقع بعيدا عن العالم، إلي بقعة من الأرض، معزولة عن كل ما حولها. اقتطعت من أرض النهر. ووفقا لنفس المصدر - تشاركهما إيمان شعورها بالفقدان رغم حضور الأب في حياتها، إلا أن ممارسات الأب باعتباره رجلا عسكريا حتي في البيت يعمق الافتقاد لصورة الأب المأمولة. ويبدو أنهم جميعا يفتقدون صورة الأب المثالي، ولذلك فإن المشاعر الغاضبة التي يكناها نادر وحسن للأستاذ أحمد المدرس في المدرسة يكون سببها الأساسي عزوفه عن ممارسة دور الأب كما هو في الصورة الذهنية لديهما.- ولهذا فإن وصول عم جاد فجأة إلي بقعتهما المعزولة تكون المفاجأة الأكثر سرورا لهما، يقول عم جاد -أنتما ولداي اللذان لم أنجبهما- ويلعب عم جاد أيضا دورا كبيرا في حياتهما لتعميق إحساس الأبوة لديهما، يصوغ لهما تاريخا للمدينة، ربما جهله كثيرون من أبنائها المعاصرين- ولكن خطورة هذا التاريخ أنه قد تحول إلي بقعة نائية يهرب إليها نادر الذي -تمني لو أنه عاش هذا الزمن وهذا العالم الذي أخرجه له عم جاد من صندوق الحواديت- ولذا فإنه أي التاريخ يتوازي مع طرح النهر. كبقعة معزولة لاعتزال العالم، رغم تدفق النهر. | |
|
