هل يصلح الضرب وسيلة لتأديب الطفل؟ وكيف يكون الضرب؟ وما هي الأفعال التي يضرب عليها الطفل؟
قد تدور هذه الأسئلة وغيرها في أذهان كثير من الأمهات، ويبحثن لها عن إجابات تساعدهن على حسن استخدام الضرب كوسيلة لتأديب أطفالهن؛ في البداية تجدر الإشارة إلى أن الضرب للطفل وسيلة للتأديب وليست للعقاب.
ألا ترى إلى ما جاء عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)) وذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقوبة.
من هنا، ترين عزيزتي الأم أنه يحسن ألا يضرب الطفل دون العاشرة من باب العقاب إنما من باب التأديب، وفرق كبير بين العقاب والتأديب.
إذا عرفت هذا - أختي الأم - فتعالي ننظر في الصفات التي يجب أن تكون في هذا التأديب:
* لا تؤدبي طفلك وأنت غضبى
قد يجعل الغضب تأديبك لطفلك انتقاماً ـ ويخرجه من غايته التربوية، ويفقدك سيطرتك على أعصابك ويمنعك من تقديرك لمدى الألم الذي يسببه تأديبك لطفلك.
* لا تشتمي طفلك وأنت تؤدبينه
والحق أنه ينبغي أن لا تشتميه أبداً... وليس حين تأديبه فقط، ولكن عادة ما تصدر الألفاظ القبيحة من الأم وهي تؤدب طفلها، وكأنها تريد أن تؤلمه جسدياً ونفسياً في وقت واحد.
على الأم أن تحفظ لسانها وهي تؤدب طفلها. لأن غاية تأديبها هي تربية الطفل، وشتمه أو سبه مناقض للتربية مخالف لها. وما أقبح أن تؤدب الأم طفلها لأنه تلفظ بألفاظ نابية وهي تسبه وتشتمه!!!!
* اشرحي له خطأه الذي استحق عليه التأديب
لا يكفي أن تذكري لابنك أنك تؤدبينه لخطأ ما، بل اشرحي له خطأه هذا، ولماذا هو خطأ. ويفضل أن يكون الشرح قبل التأديب، أو معه على الأقل. وإذا لم تتمكني من الشرح قبل التأديب أو أثناءه فلا أقل من أن تقومي به بعد تأديبه حتى لا يحسب الطفل أنه لا يستحق هذا التأديب، وحتى يستفيد منه وتتحقق الفائدة التربوية المرجوة.
* لا تؤدبيه أمام الآخرين
يتضايق الصغير كثيراً إن أدبته أمام أطفال في مثل سنه، وهناك أطفال يسكتون ويتقبلون التأديب إن لم يكن معهم أطفال آخرون. ولكنهم يبكون ويتشنجون ويظلون يصرخون إن أدبوا أمام الآخرين. حتى وإن سكت بعض الأطفال على تأديبهم أمام الآخرين- فإن الانفعال يغلب في أعماقهم ويؤثر في نفسياتهم.
* يحسن ألا تؤدبيه على خطأ ارتكبه للمرة الأولى
قد لا يدرك الطفل ضرر الفعل الذي ارتكبه للمرة الأولى إلا بعد ارتكابه له. لهذا يحسن ألا تؤدبيه إلا حين يتكرر منه هذا الفعل، حتى وإن كنت قد حذرته منه قبل ذلك. فقد تكون نتيجة الفعل قد وفرت له القناعة التي لم تكن متوفرة عنده حين تحذيرك له.
* لا تؤدبيه على خطأ سبب له ألماً
بعض الأفعال الخاطئة التي يقوم بها طفلك... تسبب في نتائجها آلاماً له، وهذه الآلام تتحقق بها وسيلة التأديب، فلا داعي - من ثم - لتؤدبيه أنت أيضاً فتزيدي من آلامه.
وذلك كأن تكوني قد حذرته من طريقة خاطئة في تشغيل لعبته، ولم يعمل بتحذيرك فتعطلت لعبته، فحزن عليها، ليس من الصواب هنا أن تؤدبيه لأنه لم يأخذ بتحذيرك، فألمه النفسي على خسارته لعبته هو تأديب بحد ذاته. لكن هذا لا يمنع طبعاً من أن تشرحي له أن عدم أخذه بتحذيرك نتج عنه خسارته لعبته وأن عليه أن يتحمل نتيجة عمله، وأن طاعته لك كانت تقيه ما حدث له بإذن الله.