وانتصر الحب.. علي الجراثيم

وانتصر الحب.. علي الجراثيم!

لم يعهد القاريء في عباقرة العلم، ما عهده في حياة عباقرة الفنون والاداب والشعر من حيث امتلائها بالحب والمغامرات العاطفية، لهذا قد تبدو الناحية الغرامية في حياة العالم الكبير روبرت كوخ  قاهر الجراثيم  غريبة بعض الشيء في نظر القاريء، الذي عند سماعه اسم هذا العالم الخالد، يذكر كشوفه العلمية وفضله علي مرضي السل، وكفاحه ضد الكوليرا الآسيوية.

استهوت قلبه أيام دراسته بجامعة جوتنجن زميلته الدراسية 'إيمي فرانز'، فلما نال اجازة الطب، طلب يدها من أبيها، ولكن الرجل لم يشأ أن يربط حياة ابنته بحياة شاب يعتزم الرحيل خارج المانيا املا في الكسب واستزادة في تحصيل العلم، ورفض والد الفتاة أن يمد يده إلي روبرت كوخ، علي الرغم من فقر هذا الوالد، ولكن الشاب الغارق في الحب لم ينصرف من بيت هذا الرجل قبل أن يؤكد له بأن رفضه هذا لن يثنيه عن الزواج ممن ملكت عليه قلبه وروحه.. قال: انني سأتزوج بايمي، وسنقضي معا شهر العسل خارج البلاد، انني احبها وهي تبادلني الحب، إن ولايتك عليها كوالد، لا تتعدي حدود المادة، حدود جسدها، اما القلب فلا ولاية لاحد عليه، وخرج كوخ من بيت هذه الاسرة مودعا بالسخرية والاستهزاء!

ولجأ العالم الشاب العاشق الي القلب الذي احبه، واستطاعت مشاعر الحب القوية الجبارة أن تحطم رغبته في السفر خارج المانيا، ورضخ كوخ لمشيئة خطيبته، وتم زواجه بإيمي ومرت الأيام بهذين الزوجين العاشقين كأسعد ما تمر الأيام، وقد وزع العاشق الشاب يومه بين متعة قلبه، ومتعة عقله، لم يشغله غرامه وتيار العاطفة الجارف عن الطريق الذي أحب السير فيه، طريق البحث العلمي، والجري وراء أعداء الانسانية، وراء الجراثيم.

وكانت زوجته تعرف أن لزوجها امنية يهفو قلبه إلي بلوغها علي الرغم من ظروفه المالية، هذه الامنية هي العين التي تمكنه من كشف هذه الكائنات الدقيقة التي تفتك بالبشر، هي المجهر الذي يري به هؤلاء الاعداء وجها لوجه.. وفي يوم عيد ميلاد إيمي عاد زوجها مساء من عمله ليشاركها الاحتفال المتواضع بهذا العيد، فإذا بعينه تقع علي المجهر فوق مكتبه، واندفع الدم في عروقه من فرط فرحته، وعرف أنها قضت عاما بأكمله تدخر كل قرش تقتطعه من الحاجات الضرورية الي أن جمعت ثمنه، وكانت هدية عيد الميلاد بمثابة هدية للانسانية جمعاء، وما أن وقعت عليه يد العالم الكبير حتي أعلن حربا لا هوادة فيها علي الميكروبات.

وفي عام 1880 وضعت وزارة الصحة في ألمانيا تحت تصرفه معملا مزودا بكل ما يحتاجه العالم في أبحاثه فاستطاع اكتشاف ميكروب السل ثم ميكروب الكوليرا، وتألق نجم روبرت كوخ وذاعت شهرته، ولما بلغت سنه الخامسة والاربعين حمل لقب بروفسور وفي عام 1905 حصل علي جائزة نوبل.

ولم تمض سوي سنوات قليلة قضاها العالم قمة مجده العلمي في حياة عائلية تغمرها السعادة، ويشيع الحب في جوها، حتي بدأ كيوبيد يعبث بقلبه، فقد وقع في حب ممثلة مسرحية اسمها هرويج، وجن الرجل حبا بهذه الممثلة الفاتنة، وانحرف الحب الجديد بقلب العالم ووفائه لزوجته إيمي التي أحبها ايام فقره وشبابه، ووقف أمام القضاء مطالبا بطلاق زوجته لكي يتسني له الزواج بالممثلة الفاتنة وسط سخط الرأي العام واستنكاره لهذا السلوك المشين وكان له ما أراد، ولم تكن تتجاوز حينذاك العشرين ربيعا، وكان هو في الخمسين، ثم أخذ ينتقل بها من بلد إلي بلد طلبا للمتعة، وقد ظل علي غرامه بهذه الممثلة إلي ان فارقها الي جوار ربه في السابعة والستين من عمره العريض وحياته التي بقيت سطرا بارزا في صفحة الخالدين.

موضوع: الرد الأحد فبراير 17, 2008 10:17 pm

جميل جدا ان نعرف عن حياة هذا العالم الكبير جانب من شخصيتة فعلى الرغم من كونة عالم افاد البشرية جميعا الا ان شخصيتة كانت تتميز بالانانية وعدم الاخلاص ربنا يكفينا شر هذا النوع من الرجال
ملحوظه: ملخص رائع 783975[1].

Admin عدد الرسائل : 536 تاريخ التسجيل : 09/09/2007

اقتباس :

فعلا جوانب متعددة
لكنه افاد البشرية والعلم
والله هو مقلب القلوب
BoomSmilie_anim

» الحب وسنينه
» دروس فى الحب
» الحب على طريقتهم
» : الحب من أول نظرة.. حقيقة أم وهم
» كتاب البهتان اسمة "الحب والجنس في حياة النبي"