omar عضو نشيط
عدد الرسائل : 313 تاريخ التسجيل : 24/12/2007
| موضوع: "أبغض الحلال" في قفص الاتهام الثلاثاء فبراير 26, 2008 4:48 pm | |
| الطلاق هو إنهاء للعلاقة الزوجية بإرادة الزوج أو بحكم القاضي، وقد أباحه الإسلام للحاجة إليه في حالاتٍ معينة، إلا أنه من ناحية أخرى نفّر منه، ووضع له قيوداً كثيرة تكفل عدم حدوثه إلا عند تفاقم الأمر واشتداد الخلاف وعدم التوصل إلى حلٍّ للنزاع المستحكم بين الزوجين. وقد أدى الاستخدام الخاطئ للطلاق من بعض الأزواج إلى سلبية النظرة للمرأة المطلقة في العديد من المجتمعات، وترتب على ذلك آثار سلبية ومخاطر اجتماعية تهدد الأسرة، وتوقع المجتمع في مشكلاتٍ عديدة يصل تأثيرها إلى حد تقويض وحدة المجتمع وتماسك أفراده وهدم منظومته القيمية.حول مفهوم الطلاق ووسائل الحدّ منه، وطرق التغلب على المشكلات المصاحبة له، كان هذا التحقيق الذي يقترب من الظاهرة ويحلّل أبعادها ويرصد تأثيراتها.أراء المختصون فى التوجة الأسرى والتربوى ** يجب عدم تظاهر الزوجين أمام أبنائهم بأن حياتهما الزوجية على ما يرام في حين أنها في واقع الحال ليست كذلك، إذ غالباً ما تؤدي حالات الطلاق إذا وقعت في مثل هذه الظروف إلى إصابة الأبناء بصدمة. والأفضل هو إطلاعهم على حالة عدم التوافق بين الوالدين من دون تحويل البيت إلى ساحة للصراع والصدام الدائمين، بل يجب على الزوجين أن يتقنا "فن الخلاف"، ويتعاتبا بأدب، حتى يتمكن الأبناء من تقبل فكرة الاختلاف بين الأب والأم، وبالتالي يصبحون متهيئين لفكرة الطلاق.
** الأسباب المؤدية للطلاق كثيرة ومتشعبة، وتتفاوت باختلاف البيئة، والزمان، والحالة النفسية للزوجين أثناء إيقاع الطلاق، ويعتقد أن ظاهرة الطلاق ليست سوى نتيجة طبيعية لتقليدنا عادات المجتمعات الغربية، فتقليد أو محاكاة عادات وطبائع وأسلوب المجتمع الغربي بما فيه من مشكلات وسلبيات، والتحرر من القيود الاجتماعية والأخلاقية، وتتلمذ الشاب والفتاة على مفهوم الحياة الغربية عبر وسائل الإعلام المختلفة، دفع إلى ترسيخ هذه المعاني السلبية، ولصقها في الحياة الزوجية المقبلة، نتيجةً لما تلقّاه الزوجان من أفكار مغلوطة، ومفاهيم خاطئة عن الزواج، فنتج عن ذلك كله الكثير من الاحباطات والصدمات والصراعات النفسية داخل الأسرة الواحدة، ما يقود إلى البحث عن الحل، الذي غالباً ما يكون الانفصال ثم الطلاق.** المرأة كانت في السابق تقبل بالوضع الذي تعيش فيه مع زوجها حتى ولو كان يسيء معاملتها، لأنها كانت تخشى أن تحمل لقب "مطلقة"، أما اليوم، وفي ظل المتغيرات التي نعيشها فقد تغيّرت النظرة السلبية للمطلقة، لأن المرأة أصبحت تخرج للعمل، وتتمتع بالاستقلال المادي ** الطريقة التي يعامل بها كل زوج زوجته، هي السر في إقامة علاقة زوجية ناجحة، واستمرار الحياة السعيدة بينهما، ولكن تغيّر القيم والمفاهيم الاجتماعية ساهم في زيادة المشاكل بين الأزواج، لأن الزوجة رأت في تغيّر القيم الاجتماعية فرصة لإطلاق يديها وحريتها والمساواة بالرجل في تقلّد الوظائف والمناصب، ولما كان الرجل يرفض هذه المطالب، فقد كان الطلاق هو السبيل الوحيد أمام المرأة لتحقيق رغباتها، وكذلك هناك انتشار العلاقات العاطفية أو الجنسية غير الشرعية خارج إطار الزواج، والذي ترافق مع عمل أحد الزوجين أو كلاهما خارج المنزل وغيابهما عنه لفترة طويلة، ما أوجد فترة من الفراغ، فيها متسع لدخول إنسان آخر إلى حياة أي من الزوجين، وبالتالي تنشأ علاقات سرعان ما تتطور وتهدد العلاقة الزوجية.
** ظواهر العنف ضد المرأة وترك البيت من قبل أحد الزوجين، وترك الأبناء من دون الإنفاق عليهم وإهمالهم نفسياً وصحياً وتربوياً، وإهمال الرجل المتزوج بأكثر من زوجة، لزوجته الأولى مثلاً.. كل هذه العوامل ساهمت في زيادة حالات الطلاق.
** عدم فهم الزوجين أحدهما للآخر، والتركيز على السلبيات والمآخذ، بدلاً من محاولة النظر إلى محاسن وإيجابيات الطرف الآخر. وهناك عامل آخر مهم في الحياة الزوجية، وهو تفاعل وتبادل المشاعر والأحاسيس، فأحياناً يُطالب أحد الزوجين الآخر بأمور، بدلاً من أن يُبادر هو ويكسب الآخر، ونسبة كبيرة من حالات الطلاق تبدأ بإشكاليات بسيطة، تتطور وتزيد وتوسع الفجوة بين الزوجين وتتحول إلى مشكلة غير قابلة للحل.
** عدم وجود قوانين رادعة تحد من استهتار بعض الأزواج وعدم وعيهم بمخاطر الطلاق، سهّلت عليهم مسألة حدوثه
** التشجّيع على الطلاق، لأسبابٍ مادية، كأن يكون الزوج معسراً، أو يتقاضى معاشاً قليلاً.
ما بعد الطلاق أسهل شيء أن ينطق الزوج بكلمة "أنت طالق" ويكررها ثلاث مرات، ولكن تبعات الطلاق أشد ألماً وأكثر صعوبة مما يظن البعض، فالطلاق مشكلة تؤثر على الزوجين والأبناء والأهل بل والمجتمع ككل، اجتماعياً، وصحياً، ونفسياً أولى تبعات الطلاق هى: 1- تأثيراته الكبيرة والقوية على المرأة ووضعها العام، حيث تصبح هي المعيل الوحيد لأسرتها (إذا كان عندها أبناء)، بكل ما يعنيه ذلك من تحمّل أعباء الإنفاق على إعالة الأسرة، 2- نظرة الناس إليها تصبح سلبية، وإن كان بدرجة أقل من الماضي. 3- الطريقة التي يقع فيها الطلاق تنعكس على الأبناء سلباً أم إيجاباً، فإذا تم الطلاق بهدوء وحكمة، وبعيداً عن المحاكم والمنازعات والاتهامات، والأهم أن يكون بعيداً عن العناد والرغبة في إيذاء الطرف الآخر، فإنه سيكون أخف وطأة على الأبناء، وأقل تأثيراً عليهم.كذلك فإن الاتفاق على ترتيب وضع الأبناء قبل الانفصال، ومع من ستكون إقامتهم وكيف ستتم رؤيتهم، يؤدي إلى تجنيب الأبناء الخلافات التي يدخلون طرفاً فيها، بل ويستخدمهم أحياناً يوجهه ضد الطرف الآخر
وحول النظرة إلى المطلقة من قبل المجتمع، استطلعنا آراء بعض الأشخاص الذين التقينا بهم في أماكن مختلفة. - الرأى الأول فى المرأة المطلقة : نظرتها للمرأة المطلقة محكومة بالمرأة وسلوكها، لأن المرأة تطلق أحياناً لأسبابٍ صحيحة، وهي تعذرها وتحاول معرفة الأسباب، لأن اختيارها للزوج قد يكون خاطئاً، أو ربما تكون تزوجت مرغمة من قبل الأهل ولم توفّق في الزواج. وتطالب بأن يختار الأهل الأزواج المناسبين لبناتهم، وأن يكون للفتاة كل الحرية في اختيار الزوج المناسب، مع ضرورة وجود حوار بين الأزواج.
- الرأى الثانى فى المرأة المطلقة :. يُعدّد التداعيات التي تنشأ بعد عملية الطلاق قائلاً إن أهمها المتابعة والمراقبة الدقيقة لكل حركات المطلقة وتصرفاتها من قبل أهلها، وزيادة الأعباء المالية على الزوج المطلق، ذكراً كان أم أنثى، ولكن الزوجة المطلقة تتحمّل عادةً عواقب أكبر، لأنها تصبح المسؤولة عن تأمين نفقات [b]الأسرة، كما أن هناك نوعاً من المماطلة في دفع النفقة من قبل بعض الأزواج، أو حتى التهرب من دفعها. - الرأى الثالث فى المرأة المطلقة : صحيح أن المرأة عندما تطلق تفقد شكل الأسرة وكل المكتسبات التي تعودت عليها كامرأة متزوجة، ولكنها بالمقابل تحصل على الهدوء والراحة النفسية عندما تتخلص من الزوج الذي يضطهدها. - الرأى الرابع فى المرأة المطلقة : تظهر على شخصية الإنسان المطلق أعراضاأهمها الاكتئاب وفقدان النظرة المتفائلة للحياة، وتشعر المرأة المطلقة بأعباء إضافية سببها نظرة المجتمع إليها، وبأنها قد فقدت شيئاً مهماً (الأسرة، الأطفال) وقد يتفاقم هذا الشعور لديها إذا فقدت الدعم والسند الاجتماعي والعائلي، كما أنها تشغل بالها بالتفكير في المستقبل، وتصبح فرصتها في الزواج مرة ثانية معدومة أو ضعيفة، فتزداد معاناتها وشعورها بالقلق والخوف من القادم.
كيف نحد من الطلاق؟ على الرغم من أن الطلاق مباح شرعاً، وضروري من الناحية الأخلاقية والإنسانية، فإنه يبقى "أبغض الحلال"، وظاهرة ينبغي الحد منها إذا أسيء استخدامها، والواقع أن طرق الحد من الطلاق كثيرة ومتعددة:
1- محاولات للإصلاح يقوم بها أهل الخير والموجهون الأسريون، وجلسات علاجية على يد أطباء علم النفس، ومقترحات يُقدمها كل الحريصين على استقرار الأسرة وسعادتها. واتباع أسلوب التقريب النفسي بينهما، فمن دون تفهم وتعاون الزوجين لا يمكن للعلاج النفسي أن ينجح، لأنه لا يأتي بالإجبار وإنما بالرغبة".
2- نصح كل زوج بعدم استخدام لفظ الطلاق إلا إذا تعذر عليه العيش مع زوجته، حتى لا يهدم بيته بيديه، ويشرد أطفالاً لا ذنب لهم. والدعوة لكل زوج ينوي الانفصال، وأن يقوم بزيارة قصيرة إلى إحدى المحاكم " محكمة الأحوال الشخصية " ليرى بأم عينيه المآسي العائلية التي تتجاوز العشرات كل يوم، والمطروحة على المحاكم ولتجعلنا نفكر بعمق قبل أن نلجأ إلى هذا الحل
| |
|