site admin Admin
عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: أمريكا والتهديدات النووية الجمعة فبراير 29, 2008 12:57 am | |
| ما هو اخطر ما يهدد الولايات المتحدة؟ هذا هو السؤال الذي تصدت له ثلاثة كتب ظهرت حديثا في الولايات المتحدة، الاول هو Arsnals Of follyL the makimg of the Nuclcar Arms Race الثاني هو Deception: Bakestan, the united states and secret trade in the Nuclear Weapons. وقد قدمت مجلة New york Review of Books 'عدد شهر مارس 2008 عرضا لهذه الكتب الثلاث وقدم العرض النقاش الذي نظمته محطة Abc News بين المرشحين الديقراطيين للرئاسة الامريكية حول الارهاب النووي، وعلي الرغم من ان هذا الموضوع لم يناقش بالتفاصيل خلال الحملة الانتخابية الا انه اعتبر اعظم تهديد للولايات المتحدة اليوم، وقد اعتبر العرض ان هذا الاستخلاص صحيح وقد لاحظ بعض المرشحين ان التهديد قد ازداد سوءا خلال ادارة بوش باعتبار ان المجموعات الارهابية قد اندحرت بينما الجهود للتصدي للمواد النووية قد وهنت الامر الذي اكد معه النقاش ان استراتيجية بوش للامن قد انهارات والحاجة الي مفاهيم واضحة لتحل محلها.
فكما أعلن بوش في خطبته 2002 عن 'محور الشر' فإن نظرية بوش قد اعتبرت ان الخطر الرئيسي للولايات المتحدة اتي من رابطة النظم المعادية والمجموعات الارهابية والاسلحة النووية وان احد الحلول هو الحرب الوقائية Preventive War وكان غزو العراق هو المحاولة الاولي لتنفيذ هذه الاستراتيجية الراديكالية ولكن كان يقصد بها ان تكون مقدمة سلسلة من تغيير النظم في الشرق الاوسط وان تتبعها سوريا وايران، ولقد اظهر الصراع الكارثي في العراق، كيف كانت نظرية بوش سيئة التوجيه وحديثا اظهر عيوبها العميقة تقرير المخابرات الامريكية حول ايران وسلسلة من الاحداث مثل اغتيال بناظير بوتو وتكثيف الازمة في باكستان وعلي الاقل، ولوقت ما فإن تقدير المخابرات الامريكية قد فوض الحديث عن تدخل عسكري في ايران، ونتيجة لهذه التطورات فإن الولايات المتحدة تواجه الان. 1­ كوريا الشمالية المسلحة نوويا 2­ امكانية وجود شرق اوسط به عدد من الدول النووية، من بينها مصر، تركيا السعودية العربية. 3­ الخطر المتزايد من وقوع اسلحة من دول اخري في ايدي المجموعات الارهابية في الوقت الذي تهمل فيه البرامج الامريكية لتأمين مواد القنبلة النووية حول العالم. 4­ تصاعد السعي في العديد من الدول الي الطاقة النووية والتي يمكن ان توصلهم الي قدرات الاسلحة النووية.
وتتابع الكتب الثلاثة وخاصة the Arsenals of folly سباق التسلح خلال الحرب الباردة، وربما اهم مساهمة من الكتاب هو توضيحه الموثق كيف ضخم الرسميون الامريكيون بشكل متكرر ومتعمد تقديرات التهديدات العسكرية التي تواجهها الولايات المتحدة وذلك ابتداء من التقرير الشهير عام 1950 الموجه الي الرئيس truman والمعروف '68­NSC' وهو التقرير الذي بالغ في التقديرات العسكرية السوفيتية.وكما نعلم فإن التقديرات المضللة حول العراق والان ايران، فإن تضخيم التهديد قد استمر حتي اليوم، وكما استخلص الكتاب، فإن الولايات المتحدة تواجه تهديدات حقيقية لا تحتاج الي تزيين، ولكن السياسيين قد بالغوا دائما في هذه التهديدات لمزايا سياسية، فالخوف هو شيء خطير جدا.
ويواصل الكتاب تتبع هذا الخط، من تضخيم التهديدات ابتداء من ادارة Truman الي ادارة نيكسون، الي ادارة كارتر، الي ادارة ريجان، حتي ادارة بوش الابن ويحلل دور الخبراء الاستراتيجيين ومجموعات العمل التي ساهمت في تضخيم ما اسموه بال Window Of Vulnerability وبشكل خاص مجموعة العمل التي سيطر عليها الجمهوريون في الكونجرس بقيادة Donald Ransfeld التي اتبعت دوما اسوأ الافتراضات وحذرت ان ايران وكوريا الشمالية يمكن ان تقذف الولايات المتحدة بالصواريخ في خلال خمس سنوات وما نجح فيه التقرير علي حث الكونجرس الامريكي هو زيادة الانفاق علي الصواريخ من 3 بلايين دولار سنويا الي 11 بليون دولار عام 2007 وفي عام 2000 فإن لجنة رامسفيلد حول اسلحة الفضاء استخدمت ثانية سلسلة من اسوأ الاحتمالات لكي تستخلص ان البلد يواجه Bearl Harbour وشيك في الفضاء وقد ادي هذا التقرير الي الاستراتيجية الامريكية الكاملة علي الفضاء بينما في الواقع فإن اي دولة لا تهدد بشكل له مصداقية النظام الواسع للاقمار الصناعية.
وفي ظل ادارة بوش، فإن ممارسة الاخطار المبالغ فيها التي تواجه الولايات المتحدة من اجل تبرير سياسات عسكرية عدوانية قد وصلت الي أقصي المستويات المحذرة فقد جاءت ادارة بوش 2001 وهي تعلن علانية احتقارها للسياسات النووية للادارات التي سبقتها سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية فالمشكلة كما قالت ليست هي التحكم او تصفية المخزون القائم من الاسلحة النووية ولكن التعامل مع النظم الشريرة التي تسعي لامتلاكها وكانت النتيجة ليست هي المفاوضات المتفق عليها ولكن هي الاطاحة بالقوة لهذه النظم ولقد قدم رامسفيلد ومساعدوه تقريرا مخابراتيا حول صدام حسين عام 2002 والذي قدم ادعاءات متهورة حول برامج صدام حسين النووية، والبيولوجية، والكيماوية وهي التي ساعدت في اندفاع الامة نحو الحرب، ولقد كان التقرير خاطئا في كل تأكيداته فصدام حسين كان قد تخلي عن برامج اسلحته النووية والكيماوية 1991 وبرنامجه للاسلحة البيولوجية عام .1994
ويوضح احد الكتب المعروضة تأثير الانفاق الامريكي علي الاسلحة النووية والذي بلغ 5،5 بليون دولار والذي يمكن به شراء كل شيء في الولايات المتحدة فيما عدا الارض واثمر هذا المال الذي لم يستثمر في احتياجات داخلية عن مدن متداعية وكبار محطمة ومدارس فاشلة وفقر متمكن وتراجع معدلات السن والي دولة امنية مهددة.
ويتساءل احد الكتب الثلاثة ما الذي تخدمه الاسلحة النووية؟.. باعتبار انها فقدت كل اهدافها العقلانية المتصورة بعد نهاية الحرب الباردة، فأي دولة واي تهديد يبرر الان حيازة الاف منها وباستمرار هذا النظام الخطر فإن صاحب الكتاب يعتبر ان سياسات الادارة الحالية هي التي تلام الي حد كبير، فالفرق بين سياسات بوش وبين سياسات الادارات الامريكية السابقة حول منع الانتشار كانت في ان كل رئيس امريكي سابق في العصر النووي قد اعتمد علي وسائل سلمية لوقف منع الانتشار وفي بعض المناسبات اقترحت الحرب الوقائية ولكن اقتراحهم كان مصيره الرفض دائما.
فتقليل الرئيس بوش من شأن الدبلوماسية، والمعاهدات كان واضحا بقدر اعلانه لاستخدام القوة وبقرار يتلو الاخر مزقت الولايات المتحدة نسيج معاهدات التحكم في الاسلحة والتي نمت عبر 4 عقود وفي تقدير هذه الكتب انه ليس هناك دليل مباشر عن فشل سياسة منع الانتشار الامريكي اكثر مما نجده في باكستان فكتابان من الكتب الثلاثة يقدمان معلومات اساسية لفهم الاخطار النووية التي تفرضها باكستان ويستخلصون ان باكستان مستمرة في بيع تكنولوجيا الاسلحة النووية لزبائن معروفين وغير معروفين، الامر الذي يعني حتي لو انكره مشرف ان المبيعات مستمرة بمباركة مشرف السريه او انه لا يعرف انه لم يعد له سيطرة علي برنامج بلاده النووي، ويعتبرون ان حالة الغليان الراهنة في باكستان انما تمثل اخطر تهديد للامن القومي الامريكي بما يعني ان القاعدة تستطيع ان تحصل او تسرق سلاحا نوويا او مواد لصنعها فباكستان اليوم هي اكثر المخاطر الماثلة الحاحا ان لم تكن الوحيدة، وخمسون دولة قد خزنت مواد يمكن استخدامها في الاسلحة النووية وامدادات اليورانيوم تفرض اخطر تهديد فالخبرة الفنية التي يقدمها مثلا العلماء الروس السابقون او الباكستانيون فان الارهابيين سوف يحتاجون فقط من 25­50 كيلو جراما من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع وتجميع قنبلة شبيهة بتلك التي القيت علي هيروشيما.
وهكذا فإن اهم ما يكشف عنه هذا العرض هو دور بعض الخبراء واللجان التي تتشكل لبحث التهديدات النووية التي تتعرض لها الولايات المتحدة والمبالغة في هذه التهديدات، كان ذلك منذ نهاية الحرب الثانية وادارة ترومان وحيث اندفعت بناء علي هذه التقارير الي اطلاق سباق التسلح النووي في مواجهة الحرب الباردة، وقد استمر هذا الاتجاه عبر الادارات الامريكية الثالثة، وحتي بعد انتهاء الحرب الباردة، واختفاء الدافع العقلاني للسباق النووي بلغ هذا الاتجاه قمته خلال ادارة بوش الابن وكانت النتيجة تصاعد الانفاق علي التسلح النووي والصاروخي وبشكل انعكس سلبا علي البيئة التحتية من طرق ومدن واحتياجات داخلية ملحة.
| |
|