بكاء الطفل
تخبرنا الدراسات إلى أهمية وجود راعٍ أساسي ورئيسي للطفل يتعامل ويتفاعل معه بشكل مكثف، ويكون قريبا منه، فأسابيعه الأولى هي أسابيع مصيرية يتعرف من خلالها الطفل على الحياة، وعلى مفهوم الثقة والأمان واللذين يتمركزان في صدر الأم. فانتقاله بين خادمة وجدة وخالة وخادمة أخرى وممرضة ليس صحيا أبدا، ولهذا حرصت المستشفيات في العالم على ما يعرف بـ "روون ان" وهو بقاء الطفل مع والدته بعد الولادة مباشرة، وعدم أخذه إلى الحضَّانة. كانت هذه الخطوة أو الميزة من أهم الشروط التي يجب أن تطبق ليتم الاعتراف بها واعتمادها كمؤسسة صديقة للطفل. إن تفاعل الأم مع طفلها يقوي من حدسها وأمومتها وبالتالي أنوثتها، فالأمومة جزء من الأنوثة، كما أنها لو قامت بدورها بالشكل الذي يتطلبه جسمها فسوف تنعم بصحة جسدية ونفسية كبيرتين.
الحقيقة الواضحة كالشمس أن الأطفال الذين يتلقون الرعاية الطيبة والحساسة تشرق صحتهم وشخصيتهم، بالإضافة إلى أن أجسامهم تكبر بطريقة صحيحة خالية من الأمراض، فمناعة هذه الأطفال تكون أكبر بلا شك. بالاضافة إلى نمو شخصية مميزة وفريدة ورائعة وفيما يلى : أسباب البكاء :
- الرضاعة الطبيعية تضمن للطفل الحنان،
- اهتمام الأم بغذائها وصحتها والابتعاد عن المنبهات والمنشطات كالسكر والكافيين والمعجنات
- الطفل يتدرج في التعبير عن مشاعره أو احتياجاته. فهو أولا يحرك وجهه بطريقة معينة، ثم يديه، ثم رجليه، ثم يحدث صوتا خفيفا من فمه، وتتدرج بعد ذلك الإشارات إلى أن تصبح بكاء.
- تظن الكثير من الأمهات أن بقاءها بقرب طفلها في الليل لن يمكنها من النوم، ولكن الحقيقة عكس ذلك، فالأم والطفل يشعران بالأمان بالقرب من بعضهما البعض،
- إن الطفل معتاد على الاحتضان وسماع صوت قلبك وصوت أحشائك الذي كان رفيقه الدائم أثناء وجوده في رحمك، ولهذا فقربه منك يشعره بدفء بيته القديم.
- إن البكاء ببساطة هو طلب الطفل إليك، إنه يطلب شيئا، والبكاء مرحلة متأخرة جدا من أجل تحقيق هذا الطلب.
- بكاء الجوع يختلف بالتأكيد عن بكاء الخوف أو بكاء الوحدة أو بكاء الألم، إن فهم كل طرق البكاء هو من صميم عمل الأم،
- من أسباب بكاء الطفل الآلام والغازات التي يسببها الحليب الصناعي، والحفاظة غير المريحة وغير القطنية التي تسبب له الحرارة والضيق، أيضا الخوف والوحدة، الإفرازات المخاطية بالأنف، الإزعاج أو الإضاءة القوية.
- إن الأم مبرمجة بيولوجيا للإجابة على طفلها أو القفز نحوه عند مناداته لها، غرائزها وتوازنها الداخلي معتمد على أدائها لوظائفها بهذه الطريقة.
- هرمون الأكسيتوسن والذي يتدفق في جسم المرأة أثناء رضاعتها لطفلها هو المسؤول عن حالة الهدوء والسكينة والتوازن النفسي للمرأة،
- التنقل بين زجاجة الرضاعة(حتى لو كانت تحتوي الزجاجة على حليب الأم) والرضاعة مباشرة من الصدر لا يوفر لجسمك التحفيز الهرموني والنفسي، وسيقل بلا شك إدرارك للحليب وستتغير خرائط جسمك وغددك المسؤولة عن إنتاج الحليب،
- إذا ترك الطفل يبكي من دون الإسراع إليه وطمأنته سيصبح بكاؤه بالنسبة له شيئا عاديا، وسوف يقفز إلى البكاء مباشرة في المرة القادمة، بدلا من إبداء إشارات وعلامات وتحركات معينة.
- مع كثرة بكاء الطفل ستأتي بعدها المشاكل النفسية، ويصبح الطفل بعيدا عنك وعن التواصل مع الآخرين، و سيفقد ثقته بالعالم وسوف يتجه لعادات غير مرغوب بها مثل مص الأصابع أو التعلق بلعبة معينة، وسيفقد الرغبة في المحاورة فيتأخر بالكلام،
- رغبة الكثيرات بتحديد جدول معين للطعام، وتجاهل الطفل إلى أن يحين هذا الموعد ليتعود وكأنه في جيش،إن هذا الأسلوب يعتبر من أكثر الأساليب قسوة. فالطفل ليس بسيارة تحتاج للوقود بل بحاجة إلى أكثر من ذلك،
- كلما تجاوبت الأم مع طفلها قلت حاجته إلى البكاء، واكتفى بأصوات أو حركات معينة، وهذا بالتأكيد سبب لراحة نفسية تعم على سكان المنزل كله. الطفل لم يطالب بأكثر من حقه.
- أسوء طريقة يمكنك اتباعها وهي موجودة في العديد من الكتب هي: اتركيه يبكي لخمس دقائق ثم اذهبي إليه، وفي الليلة التالية اتركيه يبكي لعشر دقائق ثم اذهبي إليه، فهذا يبرمج الأم على تحمل البكاء وسوف تحقق هذه الطريقة نجاحا كبيرا
-- أثبتت دراسة شهيرة للدكتور بل وانسوورث أن الأطفال الذين يراعون بالطريقة الطبيعية، ويتم حملهم وتدليلهم وإغراقهم بالحب والحنان ويبقون مع أمهاتهم أطول وقت ممكن، ويرضعون إلى عمر السنتين على الأقل، يكبرون ويصبحون مستقلين وذوي شخصيات قوية، بعكس الشائع بأن الدلال يفسد الطفل، فإن هؤلاء الأطفال يكبر معهم حب الحياة والتفاعل مع الناس والكون من حولهم، يحبون التعلم ويملأهم النشاط والذكاء أيضا.
- "البكاء يقوي الرئة" إشاعة غير علمية ولا أساس لها من الصحة. وصفها الدكتور مندلسون بأسخف نظرية تورثها الأم لطفلها. فقد بينت دراسة مذكورة في كتاب الدكتور مندلسون أن الأطفال الذين يتركون للبكاء تنخفض نسبة الأوكسجين في دمائهم، وأن الطفل يرجع إلى حالة متوازنة ودورة دموية سليمة حين يحمل ويعطف عليه.