site admin Admin
عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| |
site admin Admin
عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: رد: مبروك فوز باراك أوباما أملا فى التغير للسياسات الأمريكية بالمنطقة الجمعة نوفمبر 14, 2008 5:56 pm | |
| |
في عام ٧٤٩١ كتب الاديب الايرلندي البارز صامويل بيكيت مسرحيته الشهيرة »في انتظار جودو« وهي باختصار تدور حول شخصيات معدمة مهمشة ومنعزلة عن العالم تنتظر شخصا يدعي »جودو« ليغير حياتهم الي الافضل.. وبعد الكثير من اللغو والحوار غير المتواصل لا يأتي جودو ابدا..
هذه المسرحية العبقرية المحملة بالكثير من الرموز تعكس حال الكثير من العرب والمسلمين الذين يعلقون الان امالا عريضة علي الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما لمجرد ان اسم ابيه حسين وانه امضي سنوات من طفولته المبكرة في اندونيسيا اكبر الدول الاسلامية تعدادا.. ويبدو ان »الحاج« باراك حسين اوباما خيب امال كل هؤلاء في الكثير من المواقف حتي قبل ان يدخل البيت الابيض.
كانت اول القصيدة كفرا كما يقولون عندما اختار يهوديا اسرائيليا ابن زعيم عصابة هي »عصابة الارجون« التي تعتبر من اشد العصابات الصهيونية تطرفا وارهابا والتي قتلت الاف العرب والفلسطينيين قبل واثناء وبعد قيام الكيان الصهيوني علي ارض فلسطين، ليس هذا فحسب بل ان الرجل الغامض الذي يدعي رام ايمانويل تطوع للخدمة المدنية في اسرائيل اثناء حرب العراق.. فضلا عن ذلك فانه يمتاز بالفظاظة وسلاطة اللسان وهو ما يعني ببساطة ووضوح ان كبير مستشاري السيد اوباما سيكون صوت اسرائيل في البيت الابيض!
وجاءت الضربة الثانية لاولئك الذين ينتظرون »جودو« الاميركي.. في اول مؤتمر صحفي للرئيس المنتخب عندما لم يرد علي ذكر الشرق الاوسط لا من قريب ولا من بعيد ولم ينطق بكلمة عن عملية السلام او الدولة الفلسطينية بل انه شكر كل من ساعده للوصول الي البيت الابيض واسقط من حساباته العرب الامريكيين والمسلمين الامريكيين وكأنه يريد ان يرسل رسالة الي الجميع مفادها انه لا علاقة له اطلاقا بهؤلاء وامثالهم.
والغريب ان الدولة الاسلامية الوحيدة التي تحدث عنها في هذا المؤتمر الصحفي كانت ايران وبالطبع جاء اسمها مقترنا بالاسلحة النووية ودعم الجماعات الارهابية. والاكثر غرابة ان باراك حسين اوباما خصص وقتا لا بأس به من مؤتمره الصحفي الاول كرئيس ليتحدث عن كلب البيت الابيض الذي وعد به ابنتاه ساشا وماليا حتي انه وصف عملية اختيار الكلب بانها »قضية كبري«.. نسي باراك حسين اوباما انه يرث حربين في العراق وافغانستان وصراعا دوليا مع الارهاب وانهيارا في قيمة الدولار وارتفاعا رهيبا في عجز الميزانية بلغ تريليون دولار وزيادة هائلة في حجم الدين الامريكي الي ما يقرب من عشرة تريليونات دولار وازمة مالية داهمة وكسادا اقتصاديا مخيفا وعالما يقف كله علي شفا الافلاس.. نسي السيد الجديد للبيت الابيض كل هذه القضايا ووقف يتحدث باستفاضة في القضية الاكبر والاهم والاخطر ويقول بالحرف الواحد »فيما يتعلق بالكلب فهذه مسألة مهمة.. اعتقد انها اثارت اهتماما كبيرا علي موقعنا علي الانترنت اكثر من اي شيء اخر تقريبا«!!
هكذا كشف اوباما عن شخصيته واهتماماته وعن حلقة رجاله المقربين حتي قبل ان يدخل المكتب البيضاوي.. وليدرك كل اولئك الذين ينتظرون »جودو« انه لن يأتي من امريكا.. وان اوباما الحالي ولا مائة اوباما اخر لن يتفرغ لحل مشاكلهم وان اختيار كلب لا يسبب الحساسية لابنته الصغري اهم واخطر من كل قضاياهم.. ولا يبقي سوي ان تبحث كل امة عن اوباماها لعله ينقلها الي عالم افضل ولا تقف مكتوفة الايدي في انتظار جودو من امة اخري او من كوكب اخر لانه لن يأتي ابدا.
|
|
| |
|