site admin Admin
عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: النص الكامل والحرفي لخطاب القسم الذي القاه الرئيس الاميركي الجديد اوباما الخميس يناير 22, 2009 10:10 am | |
| في ما يأتي ترجمة للنص الحرفي لخطاب القسم الذي القاه الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الثلاثاء:
مواطني الاعزاء
اقف اليوم متضعا امام المهمة التي تنتظرنا شاكرا للثقة التي اوليتموني اياها مدركا للتضحيات التي قدمها اجدادنا. اشكر الرئيس بوش للخدمات التي قدمها لامتنا فضلا عن السخاء والتعاون اللذين ابداهما طوال الفترة الانتقالية.
اقسم 44 اميركيا حتى الان اليمين الرئاسية. وتليت هذه الكلمات خلال موجات مد عالية من الازدهار ومياه السلام الهانئة. لكن بين حين واخر تلي القسم وسط غيوم ملبدة وعواصف عاتية. وفي هذه الاوقات واصلت اميركا طريقها ليس فقط بسبب مؤهلات او رؤية الذين يتولون اعلى مراتب الدولة، بل لاننا نحن الشعب بقينا اوفياء لمثل مؤسسينا وصادقين للوثائق المؤسسة لامتنا. هكذا كان وهكذا سيكون مع هذا الجيل من الاميركيين.
ندرك جميعا اننا في خضم ازمة. امتنا في حرب ضد شبكة واسعة من العنف والحقد. اقتصادنا ضعيف جدا نتيجة الجشع وعدم المسؤولية من قبل البعض وكذلك بسبب اخفاقنا الجماعي للقيام بالخيارات الصعبة واعداد الامة لحقبة جديدة. فقدت منازل والغيت وظائف واغلقت شركات. نظامنا الصحي مكلف جدا. ومدارسنا تشهد اخفاق الكثيرين وكل يوم يحمل معه دليلا جديدا بان الطريقة التي نستهلك فيها الطاقة تعزز خصومنا وتهدد كوكبنا.
هذه هي مؤشرات الازمة استنادا الى المعطيات والاحصاءات. لكن ثمة شيء لا يمكن قياسه بهذه الطريقة لكنه ليس اقل عمقا وهو الثقة المعدومة والخوف الملح بان تقهقر الولايات المتحدة لا مفر منه وان الجيل المقبل يجب ان يخفف من تطلعاته. اليوم اقول لكم بان التحديات التي نواجهها فعلية. انها خطرة وكثيرة. لن نتغلب عليها بسهولة او في فترة قصيرة. لكن فليدرك الشعب الاميركي اننا سنتغلب عليها. في هذا اليوم نجتمع لاننا اخترنا الامل عوضا عن الخوف، وحدة الهدف عوضا عن النزاع والخلاف.
في هذا اليوم جئنا نعلن انتهاء الشكاوى الصغيرة والوعود الخاطئة والعقيدة البالية التي خنقت لفترة طويلة جدا السياسة في بلادنا. ما زلنا امة فتية لكن حان الوقت لنضع جانبا الامور الطفولية. حان الوقت لنعيد تأكيد روحنا المقاومة لنختار افضل ما في تاريخنا ولنواصل هذه الهبة الثمينة، هذه الفكرة النبيلة التي تناقلناها من جيل الى جيل، عهد الله باننا متساوون وكلنا احرار وكلنا يستحق فرصة السعي الى السعادة المطلقة.
ومع التأكيد مجددا على عظمة بلادنا، ندرك ان هذه العظمة ليست هبة تعطى. يجب ان تؤخذ بجدارة. مسيرتنا لم تعتمد يوما على الطرق المختصرة او الاكتفاء بما هو ادنى. لم تسلك طريق الجبناء اولئك الذين يفضلون التسلية على العمل او يسعون دائما الى ملذات الثراء والشهرة. بل كانت طريق المخاطرين واصحاب الافعال الذين يأتون بنتيجة. بعضهم اشتهر لكنهم بغالبيتهم من النساء والرجال المغمورين في عملهم الذين سمحوا لنا بالاستمرار على الطريق الطويلة والوعرة المؤدية الى الازدهار والحرية. من اجلنا جمعوا ممتلكاتهم القليلة وشقوا عباب المحيطات بحثا عن حياة جديدة. من اجلنا عملوا ساعات طويلة واستوطنوا الغرب وقاسوا السوط وحرثوا الارض الوعرة. من اجلنا قاتلوا وماتوا في اماكن مثل كونكورد وغيتيزبرغ ونورماندي وخي سان.
مرارا وتكرارا كافح هؤلاء الرجال والنساء وضحوا وعملوا حتى تشققت ايديهم لكي نتمكن من ان نحيا حياة افضل. كانت اميركا بالنسبة لهم اكبر من مجموع طموحاتنا الشخصية، اعظم من كل اختلافاتنا في الاصول والثروة والانتماء. انها مسيرة نواصلها اليوم. لا نزال اكثر امم العالم ازدهارا وقوة. عمالنا ليسوا اقل انتاجا منذ بدأت هذه الازمة. وعقولنا ليست اقل ابتكارا وسلعنا لا تزال ضرورية مثلما كانت الاسبوع الماضي والشهر الماضي والعام الماضي. قدراتنا لم تنخفض. لكن ولى وقت الوقوف من دون تحرك وحماية المصالح الضيقة وارجاء القرارات المزعجة. اعتبارا من اليوم يجب ان ننهض ونزيل الغبار عن انفسنا ونبدأ مجددا بناء اميركا.
اينما نظرنا ثمة عمل ينبغي القيام به، وضع الاقتصاد يتطلب التحرك بجرأة وسرعة وسنتحرك ليس فقط لايجاد وظائف جديدة بل لارساء اسس جديدة للنمو. سنبني الطرقات والجسور وشبكات الكهرباء والخطوط الرقمية التي تغذي اقتصادنا وتصلنا ببعضنا. سنعيد الى العلوم مكانتها ونعزز التكنولوجيا لتحسين نوعية الرعاية الصحية وخفض كلفتها. وسنستغل الشمس والرياح والارض لمد سياراتنا بالوقود ولتشغيل مصانعنا. وسنحول مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا لكي تواجه متطلبات العصر الجديد. يمكننا القيام بكل ذلك. وسنقوم بكل ذلك.
لكن البعض يشكك في حجم طموحاتنا ويشير الى ان نظامنا لا يمكنه تحمل هذه الخطط الضخمة. لكن ذاكرتهم قصيرة اذ نسوا ما انجزته هذه الامة حتى الان، ماذا بامكان رجال ونساء احرار ان يحققوه عندما يضعون خيالهم في خدمة هدف مشترك ويقرنون الحاجة بالشجاعة. ما لا يفهمه المشككون هو ان الارض اهتزت تحت اقدامهم وان الخلافات السياسية التي نالت منا لفترة طويلة لم تعد قائمة. السؤال الذي نطرحه اليوم ليس فقط اذا كانت الحكومة كبيرة جدا او صغيرة جدا بل ما اذا كانت تعمل بفاعلية، ما اذا كانت تساعد الاسر على ايجاد عمل باجر كريم ورعاية يمكنها تحمل كلفتها، والتقاعد بكرامة. عندما يكون الجواب نعم ننوي الاستمرار. عندما يكون الجواب لا فاننا سنوقف هذه البرامج. ومن يدير الاموال العامة سيحاسب وعليه الانفاق بطريقة حكيمة وان يعدل العادات السيئة والقيام بعمله في وضح النهار وعندها فقط يمكننا ان نعيد الثقة الاساسية بين الشعب وحكومته.
والسؤال المطروح امامنا ليس لمعرفة ما اذا كانت السوق قوة خير او قوة شر. فقدرتها على تحقيق الثروة وتوسيع نطاق الحرية لا مثيل لها. لكن هذه الازمة ذكرتنا انه من دون عين مراقبة، يمكن للسوق ان تخرج عن السيطرة وان اي امة لا يمكن ان تزدهر عندما تدعم الاثرياء فقط. نجاح اقتصادنا لطالما اعتمد ليس فقط على حجم اجمالي الناتج المحلي بل على مدى الازدهار وقدرتنا على توسيع الفرص لكل شخص صاحب ارادة ليس فقط عن طريق الاحسان بل كافضل طريق لمصلحتنا المشتركة.
اما بالنسبة لدفاعنا المشترك فاننا نرفض ان نختار بين سلامتنا ومثلنا. فالاباء المؤسسون الذين واجهوا مآسي يصعب علينا تخيلها حتى، صاغوا ميثاقا لضمان حكم القانون وحقوق الانسان، ميثاقا تشده دماء الاجيال. هذه المثل لا تزال منارة للعالم ولن نتخلى عنها. لكل الشعوب والحكومات التي تشاهدنا اليوم من اكبر العواصم الى البلدة الصغيرة التي ولد فيها والدي اقول: اعرفوا ان اميركا هي دولة صديقة لكل امة ولكل رجل او امرأة وطفل يسعى الى مستقبل سلام وكرامة واننا مستعدون لتولي القيادة مجددا.
تذكروا ان الاجيال السابقة واجهت الفاشية والشيوعية ليس فقط بالصواريخ والدبابات بل بالتحالفات والقناعات الثابتة. لقد ادركوا ان قوتنا وحدها لا يمكنها حمايتنا ولا تمسح لنا بان نقوم بما يحلو لنا القيام به. بل على العكس ادركوا ان قوتنا تنمو عبر استخدامها الحكيم وان امننا ينتج عن عدالة قضيتنا وقوة قدوتنا وخصال التواضع وضبط النفس. نحن حماة هذا الارث. وبالاعتماد على هذه المبادئ مرة اخرى يمكننا تجاوز هذه التهديدات الجديدة التي تتطلب جهدا اكبر من التعاون والتفاهم بين الامم. سنبدأ بترك العراق بطريقة مسؤولة الى شعبه والسعي الى سلام في افغانستان. مع الاصدقاء السابقين والخصوم السابقين سنعمل بلا كلل لخفض التهديد النووي وللتصدي لشبح الاحتباس الحراري. لن نعتذر عن طريقة عيشنا ولن نتوانى في الدفاع عنها وللذين يسعون الى تحقيق اهدافهم من خلال الارهاب وقتل الابرياء نقول لهم الان: لا يمكنكم القضاء علينا وسنلحق الهزيمة بكم".
وندرك ان ارثنا المختلط مصدر قوة وليس مصدر ضعف. نحن امة من المسيحيين والمسلمين واليهود والهندوس وغير المؤمنين. لقد تشكلنا من كل لغة وكل ثقافة اتت من اي بقعة من الارض وبما اننا ذقنا مرارة الحرب الاهلية والفصل العنصري وخرجنا من هذا الفصل القاتم اقوى واكثر وحدة لا يمكننا الا ان نؤمن بان الاحقاد القديمة ستزول يوما. وان الانسانية مشتركة مع تحول العالم الى بقعة صغيرة، ستتجلى وان اميركا ينبغي ان تضطلع بدورها في احلال حقبة جديدة من السلام.
وللعالم الاسلامي اقول اننا نسعى الى طريق جديد الى الامام يعتمد على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. وعلى قادة العالم الذين يسعون الى نشر بذور النزاع او تحميل الغرب مسؤولية آفات مجتمعاتهم ان يدركوا ان شعوبهم ستحكم على ما يمكنهم بناءه وليس على ما يمكنهم تدميره. وللذين يتمسكون بالسلطة من خلال الفساد والخداع واسكات صوت المنقشين ان يدركوا انكم على الجانب الخاطئ لكننا مستعدون لمد يدنا اذا كنتم مستعدين لتخفيف قبضتكم.
ولشعوب الامم الفقيرة نتعهد العمل الى جانبكم لكي تزدهر مزارعكم وتجري المياه النقية ولتغذية الاجساد والعقول الجائعة. وللامم التي تتمتع شأن امتنا بالوفرة النسبية اقول لا يمكننا ان نسمح بعد الان بالا نبالي بالمآسي خارج حدودنا ولا يمكننا ان نستهلك موارد العالم من دون ان نتنبه الى انعكاسات ذلك. العالم تغير وعلينا ان نتغير.
ونحن ننظر الى الطريق الذي امامنا، نتذكر بامتنان الاميركيين الشجعان الذين يقومون في هذه الساعة بدوريات في صحارى بعيدة وجبال نائية. وهم يقولون شيئا لنا اليوم تماما كما يهمس الابطال الذين سقطوا في آرلينغتون. نحن نكرمهم ليس فقط لانهم حماة حريتنا بل لانهم يجسدون روح الخدمة والارادة على ايجاد معنى في شيء اكبر من ذاتهم. وفي هذه اللحظة وهي لحظة مصيرية بالنسبة لجيل كامل، اقول يجب ان تسكننا هذه الروح بالذات.
الحكومة يمكنها القيام بالكثير وينبغي عليها ذلك لكن في نهاية المطاف الامة تستند على ايمان الشعب الاميركي وتصميمه. قد تكون التحديات امامنا جديدة. والاداوت التي نواجه فيها هذه التحديات قد تكون جديدة. لكن هذه القيم التي يعتمد عليها نجاحنا من العمل الجاد والنزاهة والشجاعة والروح الرياضية والتسامح والوفاء والوطنية والفضول، هي قيم قديمة. وهذه الامور حقيقة. لقد شكلت القوة الهادئة للتقدم عبر تاريخنا. والمطلوب هو العودة الى هذه الحقيقة. المطلوب منا حقبة جديدة من المسؤولية واقرار من كل اميركي بان لدينا واجبات حيال انفسنا وحيال امتنا وحيال العالم، واجبات لا نقبل بها على مضض بل برحابة صدر مدركين ان لا امر يرضي الروح اكثر من العطاء الكامل من اجل مهمة صعبة.
هذا هو ثمن المواطنة ووعدها. هذا مصدر ثقتنا، الادراك ان الرب يدعونا الى التأثير على مصير غير اكيد. هذا هو معنى حريتنا وعقيدتنا: كيف يمكن لرجال ونساء واطفال من كل جنس وعرق ودين ان يحتفلوا مشتركين في هذه الساحة الرائعة وكيف ان رجلا ما كان والده ليحصل على اي طعام في مطعم محلي قبل ستين عاما، يقف اليوم امامكم ليقسم اليمين الاكثر قدسية. لذا يجب ان نتذكر اليوم ما نحن عليه والطريق التي اجتزناها. في السنة التي ولدت فيها اميركا وفي اكثر الاشهر برودة تجمعت مجموعة صغيرة من الوطنيين حول حلقات نار على ضفاف نهر متجمد. وهجرت العاصمة. وتقدم العدو. وامتزجت الثلوج بالدماء. وعندما كانت نتيجة ثروتنا مشكوك بها جدا امر اب الامة بتلاوة هذه الكلمان على الشعب:
"قولوا للاجيال المقبلة، انه في قسوة الشتاء، عندما لا يستمر سوى الامل والفضيلة توحدت المدينة والبلاد القلقتين من خطر مشترك، وتقدمت لمواجهته". اميركا، في وجه الخطر المشترك في شتاء المحن هذا، يجب ان نتذكر هذه الكلمات. بالامل والفضيلة فلنواجه هذه التيارات الباردة والعواصف ليتذكر اولاد اولادنا انه عندما اتت التجربة رفضنا ان نوقف المسيرة واننا لم ندر ظهرنا ولم نترنح ومع اعين شاخصة الى الافق ونعمة الرب واصلنا حمل هبة الحرية العظيمة ونقلناها بسلام الى الاجيال المقبلة.
| |
|