تقارير إسرائيلية حرب غزة ستفتح علي تل أبيب أبواب الجحيم
كاتب الموضوع
رسالة
site admin Admin
عدد الرسائل : 2065 الموقع : USA تاريخ التسجيل : 09/09/2007
موضوع: تقارير إسرائيلية حرب غزة ستفتح علي تل أبيب أبواب الجحيم الخميس يناير 22, 2009 12:30 pm
مثلما ثارت تيارات إسرائيلية سياسية وعسكرية وكذلك الرأي العام علي الحكومة بسبب الهجوم علي غزة باعتبارها عملية غير مبررة، سادت حالة مماثلة، عددا من أوساط تل أبيب القريبة من دوائر صنع القرار وداخل الشارع إثر إعلان أولمرت وباراك وقف العمليات وسريان اتفاق ووقف إطلاق النار، نظرا لتحقيق إسرائيل أهدافها من العملية وانتصارها فيها، حيث رأت دوائر عديدة أنه إعلان عن مكاسب ونصر وهمي زائف وأن الإسرائيليين أصبحوا قريبين أكثر من صواريخ حماس، وقد قاد تيار الرفض لوقف العملية عدد من أقطاب اليمين علي رأسهم بنيامين نتنياهو زعيم تكتل الليكود الذي أشار إلي أن العملية لم تأت بثمارها، بل زادت من حدة التوتر التي يعاني منها المواطن الإسرائيلي خشية من حماس وصواريخها.
طبقا لتقارير إخبارية علي الانترنت وردت من تل أبيب فإن نتنياهو وعد المقربين منه بأن أولويات جدول أعماله في حكومة يتولاها في حال فوزه بالانتخابات المقرر إجراؤها يوم ٩ فبراير المقبل، ستكون درء مخاطر حماس نهائيا عن الدولة العبرية عبر عملية عسكرية موسعة ومركزة الأهداف التي فشلت حكومة أولمرت في تحقيقها خلال عملية »الرصاص المسكوب«. حالة الغضب امتدت لعدد من وحدات الجيش قال بعضهم بأنه لايفهم شيئا مما يحدث ويدور ويتساءل هل حققت بالفعل خطة الرصاص المسكوب نتائجها وإذا كانت كذلك فلماذا يرون قيادات حماس وعناصرها في حالة أقوي مما كانت عليه من قبل. لم يتوقف الأمر عند حد بعض الجنود والضباط وإنما أيضا امتدت لرئيس هيئة أركان الجيش جابي اشكنازي الذي اختلف أخيرا مع وزير دفاعه باراك بسبب صيغة التفاهم الأمريكية الإسرائيلية، التي وقعتها الوزيرة تسيفي ليفني، لدرجة أن حدة التوتر التي يعيشها اشكنازي دفعته لاتهام أولمرت وباراك وليفني بالتآمر علي أمن الدولة العبرية. صورة مشوهة الانتقادات تصاعدت أكثر من بعض التيارات ضد المشار إليهم في اعقاب تسرب أنباء عن نجاح القاهرة وواشنطن في إجبار إسرائيل علي قبول مالم يجب أن تقبله في هذا التوقيت خاصة أن الجيش لم يحقق أي نصر في العملية، ووصف أصحاب هذا الرأي، أولمرت ورفاقه بالكاذبين ومتناقضي التصرفات وأن الأيام العشرة القليلة المقبلة ستكشف ذلك عبر أوامر سيمنحها المستوي السياسي والأمني الإسرائيلي للقوات في غزة بالانسحاب من مواقعها التي تمركزت فيها، وهو تصرف مؤكد وقوعه وسيدلل أكثر علي كذب أولمرت الذي أعلن بقاء تلك القوات فترة من الوقت، كما ستفتح المعابر وكأن العملية العسكرية كانت نزهة للجنود لا أكثر خاصة الذين لقوا حتفهم من جراء فخاخ وصواريخ حماس أثناء دوران عجلة الحرب برا وجوا وبحرا. هذا التيار يعتقد بأن قمة شرم الشيخ ومجيء زعماء أوربيين للمشاركة فيها ما هي إلا حلقة إحكام علي الحكومة الإسرائيلية لتنفذ التزامها في عملية الانسحاب قريبا من غزة في فترة من أسبوع إلي عشرة أيام قادمة وللتأكد من نية تل أبيب في فتح المعابر، وتواصلت اعتقادات أصحاب تلك الآراء بأن هناك أسبابا أكبر لم يعرفها أحد سوي واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق ببدء العملية ثم انهائها بتلك الصورة المفاجئة وغريبة التنفيذ، فبعض من الآراء ذهب إلي أن عددا من دول أوروبا وتحديدا الذين جاءوا للمنطقة للمشاركة في قمة شرم الشيخ وكذلك واشنطن أبلغوا الإسرائيليين بأن صورتهم في العالم وصلت لمراحل كبيرة من الاهتزاز أمام الرأي العام العالمي، ولذا يجب وقف العملية حتي لا تتكبد إسرائيل خسائر سياسية دولية خاصة بعد الخلاف التركي مع حكومة أولمرت والذي وصل مداه وينطوي علي إمكان خطوات تتخذها أنقرة من شأنها التقليل من حجم التعاون مع إسرائيل في كافة المجالات. وبالطبع وفي هذا السياق فإن مخاوف إسرائيل تعدت إلي إمكان أن تشهد علاقاتها بدول أخري في أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا اللاتينية عمليات بتر من الجذور مثلما حدث عندما طردت فنزويلا السفير الإسرائيلي وانتهجت مسلكها بوليفيا وكانت بنما في طريقها إلي ذلك وربما كوبا ودول أخري. غباء سياسي فيما أن الجانب الآخر من الآراء المتناقضة مع المشار إليها والمؤيدة لوقف العمليات، يري أصحابها أن إسرائيل وإن لم تحقق مكسبا آخر ملموسا إلا أنها ربحت سياسيا وأن مجيء الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ورؤساء وزراء بريطانيا وأسبانيا وإيطاليا وتشكيا وتركيا إلي تل أبيب ما هو إلا إحدي خطوات التأييد الدولي لإسرائيل في موقفها أثناء العملية ودعم قرارها بوقف إطلاق النار نتيجة تحقيقها مكاسب. وقد نلفي هذا التيار أن تقوم إسرائيل بسحب قواتها خلال فترة وجيزة أو أن يكون زعماء العالم جاءوا إلي مؤتمر شرم الشيخ من أجل هذه الخطوة، كما أن تل أبيب حققت مكسبا هاما بالنسبة للمعابر ويتمثل في أن الإسرائيليين لديهم القدرة الكاملة علي إغلاق المعابر تماما وقتما رأت الحكومة القادمة ذلك، أيضا ثمة مكسب آخر قال به أصحاب الرأي المعني وهو مشاركة الدول المعنية، في تنفيذ صيغة الاتفاق والتقاهم الموقعة بين واشنطن وتل أبيب أخيرا، وهي صيغة أعدها جهاز الموساد وكذلك أمان (الاستخبارات العسكرية) ونظيراهما الأمريكيان بالإضافة إلي أجهزة إستخبارات الدول المشار إليها لكي تتم محاربة الإرهاب ضد إسرائيل بأساليب أكثر فعالية. وكانت أصوات عديدة، قد انتقدت استمرار الهجمات علي غزة وتعالت أصوات أخري داخل الجيش ورئاسة الوزراء والخارجية تتهم باراك بالغباء الأمني والسياسي معا، ملمحة إلي أنه هو السبب الأساسي في دوران عجلة هذه الحرب، وسيكون العامل الرئيسي في وقفها دون تحقيق بغيتها، بل سيترتب علي غبائه ضياع الهيبة العسكرية الإسرائيلية نهائيا وفقدان قوة الردع، والتي ساهم في فقدانها منذ قراره عام 2000 وقت أن كان رئيسا للوزراء بسحب الجيش من جنوب لبنان تحت وطأة عمليات مكثفة نفذها الحزب استهدفت نفسيا معنويات الجيش والرأي العام، في الداخل، وهو ما سوف يكرره في الأيام القليلة المقبلة عبر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وانسحاب القوات من النقاط التي استولت عليها، حيث إن الاتفاق هذه المرة هو أمريكي مصري لم يحاول باراك ألا يطلع عليه أحد في الأوساط العسكرية والسياسية وحسب مزاعم التقارير الواردة من تل أبيب، فلم يبلغ رئيس هيئة الأركان جابي إشكنازي بالخطوات الجديدة وبأي تفاصيل حول هذا المشروع الذي عمل علي تفعيل مفاوضات مركزة فيه مع روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي وبعض المسئولين المصريين دون مشاركة أحد من الإسرائيليين سوي عاموس جلعاد المنسق الأمني، وهو ما يؤكد لماذا رفض باراك خروج باقي الطاقم الإسرائيلي إلي القاهرة مع جلعاد كما كان معدا لذلك. الغضب وصل مداه داخل المستويات الأمنية والسياسية مستهدفة باراك بعد تسريبات حول المشروع تفيد بأنه ينطوي علي خطة لوقف تهريب السلاح إلي غزة ولكنها خطة عديمة الفائدة ولا تتسم بالواقعية ولن تكون دافعا لردع حماس وتفتيتها خاصة أنها لكي تنفذ يلزمها من عامين إلي ثلاثة أعوام كما أنها لن تسمح بمواصلة الحرب في غزة وستجبر الجيش علي الانسحاب من المواقع التي احتلها. هذه التسريبات لاتزال تصيب الأروقة السياسية بصدمة كبيرة، بعدما أفادت مصادر مقربة لرئاسة الورزاء بأن باراك استخدم الغموض والتعتيم علي الخطة أمام إيهود أولمرت وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية التي لم تتوقف حدة توترها واستيائها من باراك فقط بل من الإدارة الأمريكية مبلغة إياها ذلك. علي ضوء تسريبات التقارير الإخبارية فإن الخطة أولية ولاتهدف إلا لوقف إطلاق النار واخراج الجيش من القطاع، في ذات الوقت الذي يبدأ باراك أوباما تولي مهام عمله في أيامه الأولي.
تقارير إسرائيلية حرب غزة ستفتح علي تل أبيب أبواب الجحيم