haneeen Admin
عدد الرسائل : 1511 تاريخ التسجيل : 09/11/2007
| موضوع: محبة الله عز وجل الأحد مايو 16, 2010 7:46 pm | |
| من كتاب : مجالس المؤمنيين محبة الله عز وجل
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على البشير النذير، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .محبة الله عز وجل هي المحرك إلى الطاعة، والعبودية معقودة بها، فمتى انحلت المحبة انحلت العبادة والعبادة مبنية على كمال المحبة، مع كمال الذل والخضوع . فمتى تجردت المحبة عن العبادة، كانت كالجسد بلا روح . ولذلك كان حريٌ بالمؤمن أن يسعى لتحقيق محبة الله عز وجل . وليست المحبة دعوى يقولها كل أحد، بل لا بد من بينة وعلامة على صحة هذه الدعوى وصدقها. قال بعض السلف : أدعى قومٌ محبة الله فأنزل الله آية المحنة : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} . فمن أدعى المحبة طولب باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، أما محبة مع مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ونهيه، فليست محبة؛ بل دعوى كاذبة . وتحصيل محبة الله عز وجل لها أسباب كثيرة ذكر منها ابن قيم الجوزية عشرة أسباب فقال : أولها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به .الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض،فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .الثالث: دوام ذكره على كل حال: باللسان والقلب، والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر . الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه، وإن صعب المرتقى .الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله: أحبه لا محالة .السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه، ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته .السابع: - وهو من أعجبها- انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات .الثامن : الخلوة به في وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .التاسع : مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما تنتقى أطايب الثمر..العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل . والمحبة هنا محبتان، محبة العبد لربه وكيفية تحصيلها، ومحبة الرب لعبده وهي المقام الأعلى، وإليها شمر المشمرون .فمن اجتهد في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعمل الأسباب الجالبة لمحبة الله، أثمر زرعه ولا بد، وحصل على المحبة الصغرى، وبالاستقامة ومواصلة الطاعة تحصل المحبة الكبرى . وليس العجب أن تحب الله، فكثير من الناس يدعي تلك المحبة، ولكن العجب أن يحبك الله ! . وللمحبة آثار تظهر للعابدين العاملين المشمرين ، فمنها :*** أنه يجد حلاوة الإيمان، التي من ذاق طعمها، هانت عليه نفسه في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار). ***ومنها : أن الله يحبه ويوضع له القبول في الأرض : قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض) . ***ومنها: أن الله يسدد من أحبه، ويعطيه ما سأل، ويعيذه مما استعاذ، ويوفقه للخير . قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته). إلى غير ذلك من آثار المحبة . اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغنا حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا، ومن الماء البارد ..آمين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .
| |
|