cond Admin
عدد الرسائل : 536 تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة الأحد مايو 16, 2010 10:49 pm | |
| أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . قال تعالى : {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} . وقال تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} . وزوجاته صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين بنص القرآن، وهن من أهل البيت أيضاً؛ بل يدخلن في مسمى أهل البيت دخولاً أولياً، لأن الزوجة أهلٌ لغة وشرعاً وعرفاً، ولهن من الحقوق ما ليس لغيرهن من نساء المؤمنين، ومنهن : -خديجة رضي الله عنها أم المؤمنين الصديقة الأولى التي هي أول من صدقه صلى الله عليه وسلم فيما بعث به على الإطلاق قبل كل أحد رضي الله عنها، وقرأ جبريل عليها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا وصب، وما زالت تؤويه وتسكن جاشه وتعاضده بالنفس والمال حتى توفاها الله عز وجل . وعائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبرأة من فوق سبع سماوات بأربع عشرة آية تتلى في كل زمان ومكان، وهي التي كان ينزل الوحي على رسول الله صلىالله عليه وسلم وهو في حجرها، وتوفي في حجرها، وكانت من أفقه الصحابة في الحديث والتفسير وغير ذلك، حتى كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن أشياء كثيرة فيجدون منها عندها علماً، لا سيما ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله في الحضر. اقرأها جبريل السلام كما أقرأه على خديجة . ومنهن أم سلمة رضي الله عنها ذات الهجرتين مع زوجها أبي سلمة إلى الحبشة ثم إلى المدينة ثم تزوجها نبي الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها رضي الله عنها، وقد رأت جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية بن خليفة رضي الله عنهما .ومنهن زينب أم المؤمنين التي زوجه الله إياها من فوق سبع سماوات، وهي أطولهن يداً لانفاقها من كسب يدها، وأسرعهن لحوقاً به صلى الله عليه وسلم، وبسببها نزل الحجاب .وصفية بنت حُيي من ولد هارون بن عمران رسول الله وأخي رسوله موسى الكليم عليهما السلام . وجويرية بنت الحارث ملك بني المصطلق التي كانت هي السبب في عتق السبي من قبيلتها . وسودة بنت زمعة التي كانت أيضاً من أسباب الحجاب، ولما كبرت اختارت نبي الله عز وجل أن تبقى في عصمة نكاحه، ووهبت يومها لعائشة تستحقه مع قسمها . وأم حبيبة ذات الهجرتين أيضاً، وميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها التي نكحها النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء وهما حلالان على ما حدثت به هي والسفير بينهما ، وكلهن زوجاته في الدنيا والآخرة رضي الله عنهن . اهـ . اللهم ارض عن أزواج نبيك، وعن صحابته الكرام، اللهم احشرنا في زمرتهم، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .اللهم صلى على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه صلاة وسلاماً دائمين ، والحمد لله رب العالمين . أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها :الحمد لله العزيز الوهاب، إلهنا، وربنا، ورب كل شيء ومليكه ، والصلاة والسلام على محمد خليل الرب وصفيه ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين .هي أم القاسم، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قُصي بن كلاب، القرشية الأسدية، أم أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي أول من آمن به وصدقه قبل كل أحد، وربطت على قلبه ، ومضت به إلى ابن عمها ورقة . ومناقبها جمة . وهي ممن كمل من النساء . كانت عاقلة جليلة ديّنة، مصونة كريمة، من أهل الجنة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني عليها ، ويفضلها على سائر امهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، بحيث أن عائشة كانت تقول : ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة ، من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها . ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنه لم يتزوج امرأةً قبلها، وجاءه منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قط، ولا تسرّى إلى أن قضت نحبها، فوجد لفقدها ، فإنها كانت نعم القرين ، وكانت تنفق عليه من مالها، ويتجر هو صلى الله عليه وسلم لها . وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب . تزوجت خديجة النبي صلىالله عليه وسلم ولها أربعون سنة، وللنبي صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرون سنة ، وكانت قد تزوجت قبله رجلين . وأنجبت منه صلى الله عليه وسلم القاسم، والطيب، والطاهر، وأولئك ماتوا رضعاً ، ورقية، وزينب، وأم كلثوم، وفاطمة . ولها موقف عظيم في تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل في غار حراء، وقرأ عليه القرآن ، فنزل من غار حراء خائفاً يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر، لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم،وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فكانت هذه الكلمات مثبتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومقويه لعزيمته . ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة فطمأنه وأخبره أن ذلك الناموس الذي كان ينزل على موسى عليه السلام . ومن مناقبها: الحديث الذي رواه أبو هريرة فقال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . ومن مناقبها: أنها من خير نساء هذه الأمة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( خير نسائها مريم ابنة عمران ، وخير نسائها خديجة ) . ومن مناقبها العظيمة: حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فقد كان يحبها كثيراً ، ويذكرها بعد موتها كثيراً، وكان يرسل بالهدايا إلى أصدقاء خديجة ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها . قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة . قالت: فأغضبته يوما فقلت خديجة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني قد رزقت حبها ) .توفيت بعد أن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعب بني هاشم ، وماتت بعد أبي طالب بشهر وخمسة أيام رضي الله عنها وأرضاها . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها :الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين .-هي عائشة بنت الصديق، أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب..القرشية التيمية . أم المؤمنين ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأفقه نسائه على الإطلاق . وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس . -تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهي ابنت ست سنين ، ودخل بها بعد الهجرة بعد منصرفه من غزوة بدر وهي ابنة تسع سنين . قال صلى الله عليه وسلم لعائشة : (أريتك قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يكن هذا من عند الله يمضه ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير فقلت اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يك هذا من عند الله يمضه).-روت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً كثيراً ، وهي من المكثرين من رواية الحديث عنه، وهي من أفقه النساء وكان الصحابة يرجعون إليها في بعض المسائل، خاصة بما يجري في بيت النبوة . قال الذهبي : وكانت امرأة بيضاء جميلة، ومن ثم يقال لها : الحُميراء، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، ولا أحب امرأة حبها، ولا أعلم في أمة محمد ، بل ولا في النساء مطلقاً امرأة أعلم منها .-ومن مناقبها وفضائلها: أنها من أفضل نساء الأمة . قال صلى الله عليه وسلم : ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).-ومن فضائلها : محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها . قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال: ( عائشة ) قلت: من الرجال ؟ قال: ( أبوها ).. الحديث . -ومن فضائلها ومناقبها: سلام جبريل عليها . فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ) فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد النبي صلى الله عليه وسلم .-ومن مناقبها: أن الله برأها مما قاله أهل الإفك بعد منصرف النبي صلى الله من غزوة غزاها ، فأنزل الله في شأنها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم } الآيات. - ومن مناقبها: أنها كانت سبباً في نزول رخصة التيمم ، لما ضاع عقدها، وحُبس الناس للبحث عن ذلك العقد، فحانت الصلاة ولا ماء، ثم أنزل الله آية التيمم . فقال أسيد بن الحضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر .-ومن فضائلها : أن الوحي لم يأتي في ثوب امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا في ثوب عائشة . قال صلى الله عليه وسلم لأم سلمة : (فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا في ثوب عائشة ) . -ومن مناقبها : أن النبي صلىالله عليه وسلم استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة ، فأذن له –رضي الله عنهن. -ومن فضائلها ومناقبها: أن النبي صلى الله عليه وسلم مات في بيت عائشة ، وهو مسند رأسه صدرها، وجمع الله بين ريقه وريقها . تقول عائشة رضي الله عنها : توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه.-ماتت رضي الله عنها ولها ثلاث وستون سنة، ودفنت بالبقيع ، مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم . اللهم ارض عن أزواج نبيك الطاهرات ، وعن أصحاب نبيك ، واحشرنا في زمرتهم، ومع النبيين والصديقين والشهداء . اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها : الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،و الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين . هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة ، المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد، وبنت عم أبي جهل بن هشام . أبوها هو زاد الراكب، أحد الأجواد، قيل اسمه حذيفة . كانت تعد من فقهاء الصحابيات رضي الله عنها، وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسباً . زوجها هو أبو سلمة، وأنجبت منه عمر، وسلمة، وزينب . أخرج ابن سعد : أن أم سلمة قالت لأبي سلمة : بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها، وهو من أهل الجنة، ثم لم تزوج، إلا جمع الله بينهما في الجنة. فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي، ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم . قال: إذا مت تزوجي. اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني، لا يحزنها ولا يؤذيها . فلما مات قلت: من خير من أبي سلمة. و عن أم سلمة قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا . فسررت به قال: ( لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به ) .قالت أم سلمة فحفظت ذلك منه فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منه . ثم رجعت إلى نفسي قلت من أين لي خير من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبغ إهابا لي، فغسلت يدي من القرظ وأذنت له فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي، فلما فرغ من مقالته قلت: يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة في ولكني امرأة فيّ غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به، وأنا امرأة دخلت في السن، وأنا ذات عيال، فقال: ( أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل منك، وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك، وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي ) قالت: فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم .فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أم سلمة فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها في سنة أربع من الهجرة ، وعمرت نحواً من تسعين سنة ، وهي آخر من مات من أزواجه رضي الله عنها . قال الذهبي: عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، الشهيد، فوجمت لذلك، وغُشي عليها، وحزنت عليه كثيراً، ولم تلبث بعده إلا يسيراً، وانتقلت إلى الله . وتوفيت رضي الله عنها سنة إحدى وستين وأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد أحد العشرة . رضي الله عنها وأرضاها .وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين .أم المؤمنين زينب رضي الله عنها :الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،و الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين . هي زينب بنت جحش بن رياب، وابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي أخت حمنة، من المهاجرات الأول . كانت رضي الله عنها تحت زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم . وهي التي أنزل الله فيها قوله تعالى : { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ، وتُخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها } . فعن أنس قال : جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله وأمسك عليك زوجك قال أنس لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات . وعنه رضي الله عنه قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: ( فاذكرها علي ) قال فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي . فقلت: يا زينب أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك. قالت :ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن. فكانت بعدئذ تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت تقول إن الله أنكحني في السماء . كانت رضي الله عنها كثيرة الصدقة، وكانت ورعة دينة، تقول عنها عائشة رضي الله عنها : ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى .. الحديث . وتقول عائشة رضي الله عنها وعن أبيها : أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم أينا أسرع بك لحوقا ؟ قال: ( أطولكن يدا ) فأخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا . فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة . ولفظ مسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا ) قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا . قالت: فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق . . وفي زينب بنت جحش نزلت آية الحجاب ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } الآية . توفيت رضي الله عنها في سنة عشرين للهجرة ، وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .
[right]أم المؤمنين: أم حبيبة رضي الله عنها : الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،و الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين . هي رملة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . وهي من بنات عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس في أزاواجه من هي أقرب نسباً إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها . كانت تحت عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي، وهاجر بها إلى الحبشة، ولكنه ارتد عن دينه وتنصر . فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة من يخطبها له . فعن عروة بن الزبير عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بأرض الحبشة زوجها النجاشي وأمهرها أربعة آلاف وجهزها من عنده وبعث بها مع شرحبيل ابن حسنة ولم يبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء وكان مهر نسائه أربع مائة درهم.قال الزهري: لما قدم أبو سفيان يريد المدينة، والنبي صلى الله عليه وسلم يريد غزو مكة، فكلمه في أن يزيد في الهدنة، فلم يُقبل عليه، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، طوته دونه . فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلىالله عليه وسلم، وأنت امرؤ نجس مشرك . فقال: يا بنية ، لقد أصابك بعدي شر قالت عائشة رضي الله عنها : دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون من الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك . فقلت: غفر الله لك ذلك كله وحلّلك من ذلك، فقالت: سررتني سرّك الله، وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك . ماتت أم حبيبة رضي الله عنها ، سنة أربع وأربعين ، وقيل سنة اثنتين وأربعين ، بالمدينة ، رضي الله عنها وأرضاها . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين .
[right]أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها : الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، والصلاة والسلام على أحمد وعلى آله وسلم . هي حفصة بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب . تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انقضاء عدتها من خُنيس بن حذافة السهمي، أحد المهاجرين ، في سنة ثلاث من الهجرة. قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا وتوفي بالمدينة قال عمر فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر قال سأنظر في أمري فلبثت ليالي فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك قلت نعم قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لقبلتها. قالت عائشة: هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه . روي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين ، فعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة . توفيت حفصة بنت عمر رضي الله عنها في سنة إحدى وأربعين عام الجماعة ، وقيل سنة خمس وأربعين بالمدينة،وصلى عليها والي المدينة مروان . اللهم ارض عن أزواج نبيك أمهات المؤمنين، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .
[/right] [/right]
أم المؤمنين صفية رضي الله عنها : الحمد لله الإله الحق المبين، قيوم السموات والأراضين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين . هي صفية بنت حُييّ بن أخطب بن سعية، من سبط اللاوي بن نبي الله اسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ، ثم من ذرية رسول الله هارون عليه السلام . كانت شريفة عاقلة ، ذات حسب وجمال، ودين، وحلم ووقار، رضي الله عنها . كانت قبل الإسلام تحت سلام بن أبي الحقيق، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وكانا من شعراء اليهود، فقتل كنانة يوم خيبر عنها، وسُبيت، وصارت في سهم دحية الكلبي، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عنها؛ وأنها لا ينبغي أن تكون إلا لك، فأخذها من دحية، وعوّضه عنها سبعة أرؤس .ولما طهرت صفية تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وجعل صداقها عتقها. فعن أنس رضي الله عنه قال : ... وقعت في سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها قال وأحسبه قال وتعتد في بيتها وهي صفية بنت حيي قال وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر والأقط والسمن فُحِصَت الأرض أفاحيص وجيء بالأنطاع فوضعت فيها وجيء بالأقط والسمن فشبع الناس وقال الناس لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد قالوا إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد فلما أراد أن يركب حجبها فقعدت على عجز البعير فعرفوا أنه قد تزوجها فلما دنوا من المدينة دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعنا قال فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرت فقام فسترها ..الحديث . تقول آمنة بنت قيس الغفارية: أنا إحدى النساء اللاتي زففن صفية يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . توفيت رضي الله عنها سنة ست وثلاثين، وقيل سنة خمسين . وقبرها بالبقيع . وقد أوصت بثلث مالها لأخ لها يهودي ، وكان ثلاثين ألفاً . وصلىالله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .
أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم . هي ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية . زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت أم الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد،و خالة ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين . تزوجها أولاً مسعود بن عمرو الثقفي قبل الإسلام، ففارقها. ثم تزوجها أبو رُهم بن عبد العزى،فمات. ثم تزوج بها النبي صلىالله عليه وسلم بعد فراغه من عمرة القضاء سنة سبع من ذي القعدة . وبنى بها بسرف . وعن أبى رافع رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالاً، وكنت الرسول بينهما . وكانت ميمونة آخر من تزوج بها النبي صلىالله عليه وسلم . قالت عائشة بنت الصديق رضي الله عنها : ذهبت ميمونة... أما إنها كانت من أتقانا لله، وأوصلنا للرحم . قال عطاء: توفيت ميمونة بسرف، فخرجت مع ابن عباس إليها، فقال: إذا رفعتم نعشها، فلا تُزلزلوها، ولا تزعزعوها . اللهم ارض عن ازواج نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، الطاهرات المطهرات . اللهم احشرنا مع زمرة محمد صلى الله عليه وسلم . اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن الهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها . اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، إنك حميد مجيد، والحمد لله رب العالمين .
| |
|