cond Admin
عدد الرسائل : 536 تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم الإثنين مايو 17, 2010 2:56 pm | |
|
من كتاب مجالس المؤمنيين الحمد لله ولي الصالحين، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، والصلاة والسلام على رسوله وخيرته من خلقه ، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
فإن مقام الرسالة والنبوة عظيم، وهو إصطفاء من الله، ومنة عظيمة على الناس أن بعث فيهم رسولاً يعرفون حسبه ونسبه ليبشرهم برحمة الله ورضوانه إن هم أطاعوه، وينذرهم بطش الله وأليم عقابه إن هم عصوه . وهو- أعني مقام النبوة والرسالة- فضل عظيم امتن الله به على من يشاء من عباده ، كما قال الله في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}.
والنبي صلى الله عليه وسلم مقامه عظيم ، وجاهه عظيم عند الله، وله من النصرة والتوقير اللائق به صلى الله عليه وسلم ، ومحبته مقدمه على النفس والمال والأهل والولد والناس أجمعين، قال صلى الله عليه وسلم : ( .. فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده) . وفي رواية ( والناس أجمعين ) ، وفي رواية ( أهله وماله ) . ولا يعني ذلك رفعه صلى الله عليه وسلم عن منزلته التي أنزله الله إياها ، فهو بشر مثلنا، قال تعالى : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} . وقال صلى الله عليه وسلم لما سهى في صلاته : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ). وقال تعالى آمراً نبيه أن يقول : {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .
وبهذا يتبين غلو من غلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن زاعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور الله ، ومن متخرص أن محمداً صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، ومن كاذب يزعم أن الأفلاك والأرض والسموات خلقت من أجل محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن أفاكٍ يزعم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يسمع نداء الأحياء ودعائهم واستغاثتهم ، وأنه يقضي الحاجات، ويكشف الكربات، وينفع ويضر .. وكل ذلك ظنون كاذبة وتقول بلا علم، وكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الناس .
ولو كان ذلك كما يزعمون ، لما جرح وكسرت رباعيته وشج وجهه في غزوة أحد، ولما حصر في شعب أبي طالب ثلاث سنين حتى أكلوا الشجر ، إلى غير ذلك من المواقف التي تبعث على اليقين بأن محمداً صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا، فضله الله علينا بالرسالة وشرفه بها، له منا السمع والطاعة والمحبة فوق كل محبه، وله منا النصره والتوقير والإجلال، وله منا الفداء بالآباء والأمهات والنفس والنفيس ، ولا نغلو فيه ونخلع عليه من الصفات التي تحاكي صفات الخالق .
وبهذا تطمئن النفوس ، وتنشرح الصدور، وتأوي إلى ركن شديد . اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم اسقنا من حوضة شربة هنية لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم احشرنا تحت لوائه، واجمعنا به في جنات النعيم . آمين . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .
| |
|