seham عضومميز
عدد الرسائل : 477 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: صاحب الجائزة التقديرية "د.مصطفي العوضي"بحارفي عالم الجينات الخميس يونيو 26, 2008 7:24 pm | |
| إذا كان البعض هوايته الابحار والسفر علي اليابسة لاكتشاف حياة الشعوب وغموض وأسرار الأمكنة علي الارض، فإن البعض الاخر هوايته الغوص والابحار في اصغر جزر في الانسان وهي الخلية لاكتشاف خبايا واسرار عالمها، لاصطياد الاسباب الحقيقية للامراض..خاصة تلك التي يكون للوراثة دور أساسي في حدوثها، من هؤلاء الدكتور مصطفي كامل العوضي الاستاذ بالمركز القومي للبحوث والحاصل هذا العام علي جائزة الدول التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة.. فالرجل يعتبر من الباحثين الرواد في علم الجينات في مصر لمعرفة الامراض المتوارثة والتي يسببها زواج الاقارب بشكل اساسي وتطبيق اساليب متقدمة للكشف المبكر عن هذه الامراض وهو كذلك من الرواد الباحثين أصحاب مدرسة علمية في استخدام الهندسة الوراثية لاستخراج ادوية للامراض الخطيرة التي تصيب المصريين ومنها فيروس 'سي' ولذلك كان تكريم الدولة رسميا له علي هذه الجهود التي تخدم التنمية في مصر
وفي بدايات المسيرة التعليمية والعلمية للدكتور مصطفي العوضي ما يثير الطرافة.. فالرجل الذي يعد من العلماء البارزين الآن يقول في تواضع العلماء: عندما كنت صغيرا لم أكن اهتم كثيرا بالعلم ولم أكن أيضا شاطرا وكنت أرغب في الالتحاق بكلية الطب
ولكن مجموعي ألحقني بكلية العلوم التي كان التخصص فيها من السنة الثالثة، وهكذا اقتربت من عالم الكيمياء الحيوية التي استهوتني وشغفتني الي حد كبير لانها تعطينا فكرة عما يحدث في جسم الانسان، وهكذا وجدت متعة في الدراسة المتعمقة لكيمياء خلايا جسم الانسان، وهكذا دخلت الي عالم الخلية بما يحمله من أسرار وتاريخ جسم الانسان منذ الاجداد أو ما يعرف بالوراثة..
وهكذا حصلت علي بكالوريوس العلوم من جامعة عين شمس عام 72 والماجستير 76 والدكتوراه عام 1981، ثم اتيحت لي الفرصة للسفر الي الولايات المتحدة الامريكية للدراسة علي الجينات وخاصة الجينات المخلقة بتحديد جنس الانسان ذكرا أو أنثي والعيوب التي تحدث علي الصفات الوراثية فتتسبب في حدوث اضطرابات وراثية لامراض تتعلق بجنس الانسان والالتباسات والامراض التي نسببها نحن المصريين بسبب زواج الاقارب..
وكان ذلك مدخلا لي لدراسة مجموعة من الامراض الوراثية التي تسبب طفرات جينية وامراضا سببها الوراثة مثل الضمور العضلي.. وانعدام التمثيل الغذائي من الاحماض الامينية والاطفال المنغوليين، والتخلف العقلي، وكان الهدف الوصول الي قاعدة بيانات خاصة بالطفرات الجينية عند المصريين حتي يسهل لنا التدخل للحد من انتشار هذه الامراض عن طريق اجراء عمليات الفحوص قبل الزواج من هنا نجحت في انشاء مدرسة بحثية بالمركز القومي للبحوث تتعلق بالامراض الوراثية.
قال أما اشتغالي علي الفيروسات المسببة لامراض مثل سرطان الرحم والكبدي الذي يسببه فيروس C عند نسبة من المصريين، فقد جاء بعد رحلة علمية لي إلي الولايات المتحدة الامريكية عام 84 حيث استهوتني دراسة الفيروسات المسببة للسرطان وعلي الرغم من انقطاع اهتمامي بدراسة هذه الفيروسات حتي اوائل التسعينيات من القرن الماضي حيث رجعت فترة لدراستي القديمة المتعلقة بتحديد الجنس عند المصريين إلا أنني وجدت انتشار فيروس C المسبب لسرطان الكبد بالخطورة،
فبدأت في تكوين مدرسة علمية ثانية تضم باحثين بكل من المركز القومي للبحوث ومدرسة مبارك العلمية لتطوير أساليب حديثة ومبتكرة لتشخيص المرض وابتكار أدوية ولقاحات واقية حديثة ضد المرض من خلال العمل علي الفيروس نفسه، وهكذا ركزت ابحاثي التي كانت وراء فوزي بالجائزة العلمية علي عدة محاور لمواجهة هذا المرض الفتاك ومن هنا تم انتدابي كعميد لمعهد الهندسة الوراثية بمدينة مبارك العلمية بهدف التجهيز الفني المعملي ورسم الخطط البحثية للمعهد وفي نفس الوقت تأسيس قسم لانتاج ادوات الكشوف التشخيصية الجديدة لهذا المرض عن طريق إحدي الشركات الوطنية واجراء التجارب علي دواء جديد لفيروس' C' يتم تجربته حاليا علي الحيوانات قبل تطبيقه علي الانسان وآمل في خروجه إلي النور قريبا.
حياتي لم تكن سهلة فقد توفي والدي.. وأنا صغير وكانت والدتي تشجعني علي التفوق بإستمرار أما إختياري لكلية العلوم لانها قريبة من كلية الطب، فقد كان حلم الطب يراودني ولذلك كان إهتمامي بالكيمياء الحيوية والغوص في دراسة اسرار الخلية البشرية وفك طلاسم تأثير الصفات الوراثية في اصابة الانسان بالعيوب الخلقية والامراض الوراثية.
أساتذتي كثيرون وأفخر بهم.. ومنهم الدكاترة احمد سالم عميد كلية علوم عين شمس الاسبق وحاليا علي المعاش ومحمد عبدالفتاح رحمه الله العميد السابق للكلية ورئيس قسم الكيمياء بها وممدوح كامل رحمه الله وحسين سمير الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث. اولادي احدهم مهندس والثاني في كلية حقوق E وهناك تلاميذي مثل اولادي لا أبخل عليهم بالعلم والخبرة فهم القواعد العلمية لمصر في المستقبل. | |
|